كلميم: محمد سليماني
استفاق سكان منطقة “تمسولت سموكن” بجماعة تمنارت التابعة لإقليم طاطا صباح أول أمس الاثنين على وقع صدمة مهولة بعدما التهمت النيران مئات أشجار النخيل بالواحة وحولتها إلى رماد، مخلفة بذلك خسائر مادية جسيمة.
وبحسب المعطيات، فقد اندلع الحريق صباحا في ظروف غامضة، لم تتكشف ألسنة اللهب لدى السكان القريبين من مكان الحريق، إلا بعد أن تصاعدت الأدخنة في السماء وامتدت عبر مئات أشجار النخيل التي تشكل مصدر عيشهم. وبحسب مصادر محلية، فإن هذا الحريق امتد على مساحات شاسعة تفوق 6 هكتارات، وأتلف حوالي 1600 شجرة نخيل مثمرة، كما أتلف مزروعات وأشجار مثمرة أخرى. ورغم نداءات السكان المحليين، إلا أن عدم وجود أي ثكنة للوقاية المدنية بالمنطقة زاد أيضا من استمرار الحريق لمدة طويلة، إذ لم يتدخل لمحاولة إطفاء النيران في البداية سوى السكان الذين هبوا بسرعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتطويق الحريق ومنع انتشاره. ورغم وجود ثكنة للوقاية المدينة بمنطقة فم الحصن وهي أقرب منطقة إلى الواحة المحترقة (أزيد من 60 كلم)، إلا أنها تفتقر للمعدات والشاحنات الصهريجية والوسائل اللوجستيكية الكافية لإطفاء الحرائق، الأمر الذي دفع إلى الاستنجاد بعناصر الوقاية المدينة التابعين لمركز مدينة طاطا، إضافة إلى عناصر الدرك الملكي والقوات المسلحة والقوات المساعدة، الذين تدخلوا رفقة السكان لإخماد الحريق بعد أن أتى على مساحات شاسعة من الواحة.
وبحسب المعطيات، فقد استمرت النيران داخل الواحة لمدة تزيد عن 12 ساعة، بعدما امتدت على واجهات متعددة، بسبب تزامنها مع هبوب رياح الشركي على المنطقة، وارتفاع درجة الحرارة إلى ما فوق 45 درجة. ولم يتم التمكن من السيطرة على النيران، إلا بعد مشقة كبيرة خلال اليوم الموالي.
واستنادا إلى المعطيات، فقد تعرضت واحة أخرى بمنطقة تمنارت لحريق مهول بداية شهر يناير الماضي، حيث أتى على مئات أشجار النخيل التي تحولت إلى رماد، وأتلفت مساحات شاسعة من المزروعات الواحية، كما سبق أن تعرضت واحة سموكن نفسها لحريق مهول قبل ذلك، ولم يتم التغلب عليه، إلا بعد وصول تعزيزات كبيرة لأفراد القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي، وعناصر الوقاية المدنية لكل من مدن طاطا، آسا الزاك، كلميم، بويزكارن وأكادير، كما تمت الاستعانة بطائرتين من نوع “كانادير” متخصصتين في إطفاء الحرائق، والذي خلف حينها خسائر كبيرة في ممتلكات الساكنة ومصادر عيشهم. وقد وقع حريق مماثل في واحات منطقة تمنارت سنة 2015، غير أن أضخم حريق عرفته الواحة نفسها كان سنة 2012، عندما أتى حريق على حوالي 2000 نخلة بواحة “أكرض”.
ومن بين المشاكل الكبيرة التي تعيق السيطرة على الحرائق التي تندلع بالواحات بسرعة فائقة، والحيلولة دون امتداداها الكبير، وبالتالي ارتفاع حصيلة الخسائر المادية، هو انعدام مسالك ومسارات للشاحنات والجرارات الصهريجية داخل الواحات، حيث إن صعوبة المرور داخل الواحة ووعورة التضاريس وغياب المسالك الداخلية يعيق التدخل السريع والفعال، الأمر الذي يدفع المتدخلين في الإطفاء للاعتماد على وسائل يدوية خلال التدخلات.