محمد أبطاش
اندلع حريق مهول، عشية أول أمس السبت، بجناح خاص ببيع تجهيزات المنازل والفيلات داخل سوق «كسبارطا» بطنجة، الأخير الذي يعتبر أحد أضخم الأسواق التجارية بالشمال. وأثار الأمر حالة استنفار قصوى في عدد من المصالح المختصة، مخافة أن تنتقل النيران إلى بقية الأجنحة، لتتم السيطرة على الحريق من قبل فرق الوقاية المدنية التي تدخلت بسرعة، مما مكنها من إنقاذ الموقف، بالرغم من تسجيل خسائر مادية كبيرة جراء انتقال النيران إلى خمسة محلات تجارية والتي أتت عليها بالكامل، بينما لم تسجل أي خسائر بشرية.
إلى ذلك، تم فتح تحقيق أولي من طرف المصالح الأمنية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للوقوف على التفاصيل الكاملة لما جرى، مع العلم أن تجار السوق عاشوا على أعصابهم على خلفية هذا الحريق، الذي كبدهم خسائر مادية كبيرة. وأكدت المصادر أن الحريق الغامض أعاد مخاوف وأزمة هذا الجناح العشوائي، فضلا عن عشوائية الربط بالكهرباء، والتي تكون غالبا السبب وراء اندلاع مثل هذه الحرائق، إذ تبين وفقا للمصادر، أنه بالفعل كانت وراء ما جرى، أول أمس.
للإشارة، فإن هذا السوق تم أخيرا تحديثه وإضافة بعض الأجنحة الجديدة، ومن أهدافها تحسين ظروف اشتغال التجار وضمان استقرار الباعة المتجولين، واجتثاث البنيات العشوائية، وتحرير الملك العمومي، والارتقاء بجاذبية المشهد الحضري، وكذا وضع حد للفوضى التي تسيء إلى حي «كسبارطا» بشكل شامل، انطلاقا من شارعه الرئيسي مرورا ببقية الأزقة التي تعرف اكتظاظا خلال المساء، حيث يراهن التجار على هذا المشروع لتحسين الوضعية وتنظيم القطاع، وسط مطالب بضرورة ضبط الملفات المرتبطة بالكهرباء، إذ غالبا ما يستغل بعض التجار غفلة الشركة الوصية للقيام باختلاسات للكهرباء، ما يتسبب في حرائق متتالية. جدير بالذكر أن نشأة سوق «كسبارطا» تعود إلى سبعينيات القرن الماضي، حيث كان في بدايته عبارة عن سوق أسبوعي للخضر والفواكه، قبل أن تغزوه الملابس والأثاث، ليتحول بعدها إلى سوق شعبي، حسب بعض المعلومات. وبدأ إشعاعه في أواخر الثمانينيات حتى بداية التسعينيات من القرن المنصرم، ما نتج عن هذا التوسع اندلاع حرائق متتالية، كان أضخمها سنة 1991 وأدى إلى خسائر مادية فادحة. في حين عرف السوق نفسه خلال سنة 2016 حريقا أتى وقتها على أزيد من 30 محلا تجاريا، مخصصه لبيع الملابس والأثاث المستعمل، كما نجمت عن هذا الحريق خسائر مادية فادحة، بعد أن امتدت ألسنته إلى الملابس، ما نتج عنه احتراق بعض المحلات بشكل كامل.