بعد تفكيك شبكة الاتجار الدولي للمخدرات بالناظور، بداية الأسبوع الجاري، بفضل تدخل استباقي لمصالح «الديستي» وشرطة الناظور، ضربت الفرقة الوطنية للأبحاث القضائية التابعة للقيادة العليا للدرك الملكي بقوة، أول أمس، في معاقل البارون وشبكات المخدرات بضواحي المدينة، وهي العملية التي أطاحت ببارونين مبحوث عنهما وطنيا، وثلاثة دركيين يشتغلون بالمركز الترابي رأس الماء بينهم أجودان كان مكلفا بقيادة المركز وزميلان له.
مصادر محلية جد مطلعة، أكدت لـ «الأخبار» أن التحقيقات التي باشرتها عناصر الفرقة الوطنية للأبحاث القضائية التابعة للدرك الملكي حول كمية المخدرات الضخمة التي تم حجزها في أبريل الماضي من طرف مصالح البحرية الملكية في عرض البحر قبالة منطقة رأس الماء بضواحي السعيدية، أطاحت بثلاثة دركيين وبارونين مبحوث عنهما محليا ووطنيا في قضايا التهريب الدولي للمخدرات، وقد كشفت التحريات الدقيقة المنجزة عن تورط رئيس المركز الترابي رأس الماء بالنيابة وزميلين له أحدهما برتبة أجودان في نسج علاقة مشبوهة مع بارونات المخدرات بالمنطقة، وتسهيل عمليات تهريبهم للمخدرات انطلاقا من الواجهة البحرية رأس الماء، مقابل عمولات بالملايين، كما أكدت نفس الأبحاث مسؤوليتهم المباشرة وراء العملية التي جرى إحباطها من طرف البحرية الملكية في أبريل الماضي، حيث تم حجز قارب وعلى متنه كمية مهمة من المخدرات المعدة للتهريب إلى الجنوب الإسباني.
وبعد أن تعذر توقيف المتورطين في نقل وشحن المخدرات حينها، أجرت فرقة البحرية الملكية بمساعدة الدرك البحري عمليات تمشيطية بالشريط الساحلي الممتد من شاطئ رأس الماء إلى قرية أركمان بضواحي الناظور، لكنها لم تعثر على أي شيء يمكن أن يقود إلى اعتقال عناصر الشبكة، قبل أن تدخل عناصر الفرقة الوطنية للدرك على الخط وتنهي الموضوع بتوقيف المتورطين الرئيسيين في العملية إلى جانب مسؤولي الدرك بالمنطقة الذين وفروا الحماية اللازمة لتيسير عملية التهريب.
يذكر أن الفرقة الوطنية كانت قد أوقفت قبل أسبوعين خمسة دركيين ضمن شبكة للاتجار في المخدرات بالناظور يتزعمها بارونان أحدهما جزائري، وهي العملية ذاتها التي أطاحت بمسؤول قضائي رفيع المستوى بالمحكمة الابتدائية بخنيفرة.
وارتباطا بقضايا المخدرات بالمنطقة، فقد تمكنت عناصر فرقة الشرطة القضائية بمنطقة أمن مدينة الناظور، بتنسيق وثيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، مساء الأحد الماضي، من توقيف سبعة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 20 و39 سنة، وذلك للاشتباه في ارتباطهم بنشاط شبكة إجرامية متورطة في قضايا الاتجار الدولي في المخدرات والمؤثرات العقلية.
وذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أنه جرى تنفيذ هذه العملية، بشكل متزامن، بكل من مناطق أولاد الطيب وازغانغن وسلوان ضواحي مدينة الناظور، حيث تم حجز ثلاثة أطنان من مخدر الشيرا، مكونة من 88 رزمة معدة للتهريب الدولي.
وأضاف المصدر ذاته أن عمليات التفتيش المنجزة على خلفية هذه العملية أسفرت عن حجز 7 سيارات من أنواع وأحجام مختلفة و5 بنادق للصيد إحداها مزودة بمنظار للتصويب و63 عيارا ناريا خاصا بهذه البنادق، فضلا عن حجز هواتف محمولة ودراجة نارية وأسلحة بيضاء ومبلغ مالي يشتبه تحصيلها من العمليات الاجرامية.