السمارة: محمد سليماني
عاشت مدينة السمارة حالة غليان واحتجاجات متواصلة لأيام بعد اكتشاف إقصاء مجموعة من الأطفال من أبناء المدينة من الاستفادة من المخيمات الصيفية لهذا السنة.
واستنادا إلى المعطيات، فإن مجموعة من الآباء والأمهات تفاجؤوا بحرمان أبنائهم من الاستفادة من المخيمات الصيفية لهذه السنة، ذلك أنهم بعد تسجيل أبنائهم لدى بعض الجمعيات النشيطة في مجال التخييم، وأداء جميع الواجبات المتعلقة بهذا الموضوع، وانتظار المرحلة المحددة لهم للسفر نحو كل من طنجة والحسيمة لقضاء فترة التخييم المحددة، تم إخبارهم في النهاية باستحالة استفادة أبناء المنطقة من التخييم هذه السنة.
وقد أثار حرمان الأطفال الذين كانوا يمنون النفس بتغيير الأجواء من منطقة صحراوية قاحلة، ذات طقس حار، إلى مناطق شاطئية لم يسبق لبعض الأطفال أن رأوها، حالة من الغليان في صفوف الآباء والأمهات، مما حذا بهم إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر المندوبية الإقليمية للشباب بالمدينة للتنديد بهذا الإقصاء الذي وضع فلذات أكبدهم في حالة نفسية غير متوقعة. وقد استمرت الوقفة لساعات، رفع خلالها الآباء والأمهات شعارات تندد بهذا الإقصاء، رغم أن الجمعيات المعنية بتنظيم هذه المخيمات قد استوفت جميع الإجراءات القانونية والإدارية المتعارف عليها حسب ما أفاد به المحتجون. وحضر إلى مكان الاحتجاج باشا مدينة السمارة، وقائد الملحقة الإدارية السادسة، حيث استمع لمطالب المحتجين، والتي لخصوها في ضرورة إفراج وزارة الشباب عن رخص قبول تنظيم هذه المخيمات للجمعيات. وقد وعد باشا المدينة برفع هذه المطالب إلى السلطات الإقليمية للمدينة من أجل رفعها للجهات المركزية المعنية في انتظار إيجاد حل لهذا المشكل.
وقد دخل البرلماني سيدي صالح الإدريسي على الخط، حيث وجه سؤالا كتابا إلى وزير الثقافة والشباب والتواصل بخصوص عدم استفادة أطفال السمارة من التخييم التربوي لهذه السنة، كما استفسر البرلماني عن الأسباب الكامنة وراء عدم منح جمعيات السمارة تراخيص لتنظيم المخيمات التربوية لهذه السنة، والذي تسبب في خيبة أمل كبيرة لأطفال الإقليم الذي يعرف موجة حر شديدة.
كما دخل البرلماني الاستقلالي الزبير حبدي بدوره على الخط، حيث عبر في سؤاله الكتابي إلى الوزير الوصي على قطاع الشباب، عن «استغراب الرأي العام المحلي بالسمارة من الإقصاء المتعمد والغير مفهوم والغير مقبول لمجموعة من الجمعيات النشيطة في مجال الطفولة والتخييم من عملية التخييم لسنة 2023 بدون وجه حق وبدون إبداء الأسباب، الشيء الذي خلف استياء عارما لدى فئة عريضة من سكان المدينة». وأضاف المتحدث أن «هذا الإقصاء المجحف في حق أبناء إقليم السمارة، يضرب في العمق حق الطفولة بالأقاليم الجنوبية خاصة من الاستفادة من عمليات التخييم إسوة بباقي مناطق المملكة، ولا يواكب مجهودات توسيع العرض التخييمي ليشمل كافة أبناء الوطن على قدم المساواة». وطالب البرلمانيون والآباء المحتجون ونشطاء الجمعيات، بضرورة تدخل الوزارة الوصية عاجلا من أجل تدارك الأمر وتمكين الأطفال من حقهم في الاستفادة من عمليات التخييم لهذه السنة.