الأخبار
أسرت مصادر خاصة لـ”الأخبار” أن الجنرال دوديفيزيون عبد الرزاق بوسيف، المدير العام للوقاية المدنية، أفرج، أخيرا، عن لائحة إعفاءات وتنقيلات مهمة في صفوف كبار مسؤولي الجهاز بالعديد من الجهات والأقاليم، حيث بلغ عدد المعنيين بهذه التغييرات ثمانية مسؤولين وضباط يشغلون مهاما كبيرة بالقيادات الجهوية والإقليمية وكذا المصالح المركزية للمديرية العامة بالرباط.
وأفادت مصادر “الأخبار” بأن هذه الحركة الانتقالية وقرارات إنهاء المهام التي أشر عليها الجنرال دوديفيزيون بوسيف كانت متوقعة من حيث توقيتها، خاصة المرتبطة منها بالإعفاءات التي همت مسؤولين كبارا عمروا لأكثر من ثلاثة عقود على رأس مديريات ومصالح تعتبر قطب الرحى ضمن منظومة التدبير بجهاز الوقاية المدنية، وتتعلق تحديدا بمديرية الموارد البشرية وقسم الموارد اللوجستيكية والعتاد، وكذا الوحدة الوطنية المتنقلة بسلا.
وأكدت مصادر “الأخبار” أن رسائل التنقيلات والإعفاء التي أبرقتها المديرية العامة بالرباط إلى المعنيين بالقيادات الجهوية والوحدات المتنقلة، وكذا المصالح المركزية تفرض على المسؤولين المعنيين الالتحاق بمناصبهم الجديدة بداية الشهر القادم، مقابل إنهاء مهام ثلاثة مسؤولين وإحالتهم على التقاعد، وسط ترقب إمكانية قبول أو رفض طلب التمديد الذي تقدم به أحدهم للمديرية العامة.
وضمن تفاصيل التعيينات الجديدة، فقد تم تنقيل الكولونيل المسؤول الأول عن القيادة الجهوية بجهة طنجة تطوان الحسيمة إلى المديرية العامة بالرباط، وسيخلفه في المنصب ذاته كولونيل قادم من القيادة الجهوية للدار البيضاء، كما تم تنقيل كولونيل كان يشغل مهمة قائد إقليمي للوقاية المدنية بمدينة فاس إلى المصلحة التقنية بني ملال، وقد عوضه الجنرال بوسيف بكومندار قادم من القيادة الإقليمية بطاطا. وعرفت لائحة التنقيلات تعيين الكولونيل القائد الإقليمي للوقاية المدنية بعمالة أكادير على رأس القيادة الجهوية بالداخلة، فيما سيخلفه في المنصب الكولونيل القائد الجهوي للداخلة، كما تم تعيين كولونيل شاب من أكادير على رأس القيادة الإقليمية بمدينة طاطا.
وبخصوص اللائحة الخاصة بالإعفاءات وإنهاء المهام التي اعتبرها بعض المتتبعين منعطفا في تاريخ الجهاز على الأقل خلال العقدين الأخيرين، فقد همت ثلاثة مسؤولين عمروا لسنوات في مناصبهم، وهم من تبقى من تركة العهد القديم بجهاز الوقاية المدنية، ويتعلق الأمر بالوحدة الوطنية المتنقلة بسلا ومديرية الموارد البشرية، وقسم الموارد اللوجستيكية والعتاد، حيث تم إنهاء مهام كولونيل كان يترأس الوحدة الوطنية المتنقلة بسلا وتم تعويضه بكولونيل شاب كان يشتغل بنفس الوحدة، كما تم إعفاء مسؤول إداري وكولونيل كانا يترأسان مصالح مركزية مهمة بالقيادة العامة للجهاز بالرباط، وقد تم تعويضهما بزميلين لهما بنفس الرتب، يعول عليهما الجنرال دوديفيزيون عبد الرزاق بوسيف لضخ دينامية جديدة في هذه الأقسام على مستوى التدبير والتجديد.
وتأتي هذه الدينامية التي طبعت أداء العهد الجديد بجهاز الوقاية المدنية على مستوى التغييرات والإعفاءات وإسناد المسؤوليات والمهام وفق منطق الاستحقاق والكفاءة، تزامنا مع ترقب ما ستسفر عنه المرحلة الاستئنافية من محاكمة حوالي 107 متهمين تورطوا في ملف التوظيفات المشبوهة الذي تفجر قبل خمس سنوات بجهاز الوقاية المدنية، وبتت غرفة جرائم الأموال بمحكمة الاستئناف بالرباط في شقه الابتدائي بإصدار أحكام كبيرة في حق موظفين ومسؤولين برتبة كولونيلات، كما تأتي هذه التغييرات التي أفرجت عنها المديرية العامة للوقاية المدنية ضمن مساعي القيادة في إرساء مبادئ الحكامة والتخليق والتناوب في استفادة جهات المملكة من الخبرات المتوفرة، بارتباط مع مناخ المساءلة ونتائج الافتحاصات التي خضعت لها بعض القيادات الجهوية حيث تم رصد تفاوت في الأداء والفعالية حسب مصادر الجريدة.