محمد وائل حربول
أفاد مصدر مطلع لـ«الأخبار» بأن مصالح عمالة مراكش قامت، مع بداية الأسبوع الجاري، بإجراء حركة تنقيلات في حق مجموعة من رؤساء المناطق الحضرية «باشوات المدينة الحمراء»، وذلك بعد استدعاء باشا المنطقة الحضرية النخيل للالتحاق بالمصالح المركزية لوزارة الداخلية، دون معرفة السبب، بالرغم من خروج أنباء تفيد بأن الأمر يتعلق بالتحقيقات التي باشرتها وزارة الداخلية، وولاية جهة مراكش- آسفي في ما يخص قضية البناء العشوائي، وعدم احترام قانون التعمير.
واستنادا إلى المعطيات التي حصلت عليها الجريدة من المصدر ذاته، فإن القرار المذكور كان له انعكاس على مجموعة من التعديلات والتنقيلات التي وقعت في حق رؤساء المناطق الحضرية، إذ تم تعويض الباشا الذي التحق بالمصالح المركزية لوزارة الداخلية، بالباشا نوال العسكري التي كانت قد خلقت الحدث، في أثناء منعها لكلمة رئيس الحكومة الحالي عزيز أخنوش بمدينة مراكش، بالحي الشتوي، بسبب عدم احترام الضوابط الاحترازية التي تم سنها لمواجهة جائحة كورونا.
وحسب المعطيات نفسها، فقد تم تعويض الباشا نوال العسكري بعصام فايز، باشا منطقة الحي المحمدي، فيما لا يزال منصب الأخير شاغرا إلى حدود الساعة، بالرغم من خروج بعض الشائعات حول عزم الداخلية تعويض عصام فايز بأحد قواد الملحقات الإدارية الموجودة بالحي المحمدي ولو بالنيابة، إلى حين اختيار الشخص المناسب لتعويضه، بسبب السمعة الجيدة التي كان قد تركها بالمنطقة ذاتها.
واستنادا إلى المعطيات التي كانت «الأخبار» قد رصدتها في تقرير خاص، فقد واصلت لجنة التفتيش المركزية التي أمر بإيفادها كريم قسي لحلو، والي جهة مراكش آسفي، عملها بشأن مخالفات البناء العشوائي وتزايد حالاتها، حيث كانت السلطات المختصة قد واصلت بكل ربوع مراكش الضرب بيد من حديد كل مخالفات التعمير والبناء العشوائي، الذي سيطر على المدينة منذ السنة الماضية، تزامنا مع جائحة كورونا من جهة، ومع الاستحقاقات الانتخابية، حيث قامت عناصر السلطة في هذا الصدد بمنطقة الفخارة الكبيرة بمقاطعة النخيل المعروفة على صعيد المدينة، بهدم عدد كبير من البنايات العشوائية التي شوهت المشهد العام.
وكان التقرير نفسه قد أكد أن لجنة التفتيش المركزية بالداخلية ستقوم باستكمال عملها، للوقوف عند كل المخالفات التي تم إحداثها ورصد كل البنايات العشوائية التي سمح ببنائها في الفترة الأخيرة التي تزامنت مع فترة الاستحقاقات الانتخابية، معتمدة في عملها على الصور الجوية، كما فعلت خلال تقاريرها السابقة بملحقة رياض السلام، حيث أطاحت بها بعدد من أعوان السلطة بالمنطقة.
جدير بالذكر أن بعض تقارير مفتشية الداخلية أثمرت عن هدم مئات البنايات العشوائية، فيما دعت فعاليات حقوقية بالمدينة الحمراء وعدد من المتضررين إلى «تشديد المراقبة، والحرص على مواصلة حملة محاربة البناء العشوائي، باتخاذ الإجراءات اللازمة في حق المخالفين، طبقا لمقتضيات القانون رقم 12- 66، المتعلق بمراقبة وزجر المخالفات في مجال التعمير»، مع مطالبتهم والي الجهة بـ«معاودة التحرك، والضرب بيد من حديد على كل المخالفين والمتورطين في عودة هذه الظاهرة، حتى وإن كانوا من السلطات المحلية نفسها».