تطوان: حسن الخضراوي
بعد نجاح لجان الإطفاء والإنقاذ، المشكلة من القوات المسلحة الملكية، والقوات المساعدة، ومصالح الوقاية المدنية، والسلطات المحلية، والدرك الملكي، والإنعاش الوطني، وعمال البرنامج الحكومي أوراش، والمتطوعين ومصالح المياه والغابات، في إخماد نيران حرائق غابات الشمال، عاد جدل الاعتداء على الملك الغابوي ليظهر على السطح من جديد، وسط مطالب من حقوقيين بالكشف عن مآل تحقيقات وأبحاث سابقة، ومحاضر تم إنجازها، وشبهات تورط سياسيين وغيرهم من الأشخاص الذين يدعون النفوذ، في الاعتداء والتوسع على حساب الملك الغابوي بطرق ملتوية، وإنجاز ملكيات يتم من خلالها بيع الأراضي لإقامة مشاريع ضيعات أو فيلات.
وحسب مصادر، فإنه ينتظر أن تعيد السلطات المختصة بالشمال، خلال الأيام القليلة المقبلة، كافة الحسابات في ملف حماية الملك الغابوي، والبحث في أرشيف الشكايات والمحاضر التي تم إنجازها في وقت سابق في الموضوع، على مستوى كافة الأقاليم، فضلا عن تتبع مآل التحقيقات في حرائق غابات وقعت في وقت سابق وتسببت في تدمير مساحات غابوية تشكل رئة تتنفس عبرها مناطق الشمال.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن العديد من الاجتماعات واللقاءات التي تمت، في وقت سابق، بتنسيق بين المؤسسات المعنية، كان من مخرجاتها إلزامية تنزيل الصرامة في حماية الملك الغابوي، والجودة في التنسيق بين الإدارات المعنية لتفعيل ربط المسؤولية بالمحاسبة والتدقيق في تسييج مساحات أرضية شاسعة.
وتم التمكن، أول أمس الأربعاء، من تحويط الحريق الذي اندلع بغابة “بني يسف آل سريف” على مستوى إقليم العرائش بـ“صفة نهائية”، إلا أن تعليمات صدرت من خلية المتابعة بضرورة الحيطة والحذر بسبب الظروف المناخية وارتفاع درجة الحرارة ومواصلة التعامل مع بؤر الجمر لتفادي اشتعال النيران من جديد.
وتسبب حريق غابة “بني يسف آل سريف” بالعرائش، وهو الحريق الأضخم بجهة الشمال، في تضرر حوالي 7800 هكتار، حيث بادرت المؤسسات المعنية، بعد النجاح في إخماده، ومواصلة البقاء بالمكان حتى انتهاء الطوارئ، إلى إطلاق برنامج مستعجل لتأهيل الغابات المتضررة لاستعادة أدوارها في حياة سكان الجماعات المعنية.
وكانت جهة طنجة – تطوان – الحسيمة شهدت، خلال الأيام الماضية، اندلاع عدد من حرائق الغابات همت على الخصوص غابة بني إيدر بجبل الحبيب بإقليم تطوان، وغابة عشاشة بإقليم شفشاون، وغابة أمزيز بإقليم وزان وغابة ساحل المنزلة بإقليم العرائش، وهو الشيء الذي استنفر الجيش، وتمت تعبئة أزيد من 2000 عنصر من المياه والغابات والوقاية المدنية والقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والقوات المساعدة والسلطات المحلية والإنعاش الوطني، معززين بشاحنات الإطفاء وسيارات التدخل السريع، كما تمت الاستعانة، خلال هذه العمليات، بـ 5 طائرات “كنادير” و8 طائرات من نوع “توربو تراش” تابعة للدرك الملكي.
ووفق حصيلة غير نهائية أعلنت عنها وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، فقد دمرت حرائق الغابات 9200 هكتار على مستوى أقاليم العرائش، ووزان، وتطوان وشفشاون، منها 7800 هكتار بجماعة القلة لوحدها، كما أثرت الحرائق المذكورة على مساحات من الأشجار المثمرة ودمرت العديد من خلايا النحل التقليدية والحديثة الموجودة في الغابات المحترقة.