تيزنيت: محمد سليماني
عاشت مدينة تيزنيت حالة استنفار مساء أول أمس الاثنين، وذلك على إثر إصابة فتاتين بحالة تسمم بعد تناولهما أكلات سريعة بمحل متخصص بالقرب من مسجد القدس بالمدينة.
واستنادا إلى مصادر محلية، فالضحيتان كانتا متوجهتين نحو مركز للدعم المدرسي يوجد بالقرب من مقر العمالة، وفي طريقهما عرجا على محل لبيع الأكلات السريعة بحي القدس، حيث تناولتا بعض الأطعمة، ثم واصلتا سيرهما نحو مركز الدعم المدرسي، إلا أنهما أحستا بمغص في أمعائهما مصحوب بقيء، إضافة إلى ارتفاع في درجة الحرارة، فسقطتا على الأرض، حيث تجمهر الناس حولهما، وتم الاتصال بسيارة إسعاف نقلتهما على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي الحسن الأول بالمدينة، ليتم الاحتفاظ بهما تحت المراقبة خوفا من تدهور حالتهما، بل إن إحداهما ساءت حالتها في وقت متأخر من الليل، حسب مصدر مطلع.
وعقب ذلك حلت لجنة مراقبة مختلطة بالمحل التجاري المعني، وذلك لمراقبة مدى الالتزام بشروط النظافة والسلامة الصحية، وأخذ عينات من الأطعمة والمواد المستعملة قصد تحليلها للوقوف عند الأسباب الحقيقية التي أدت إلى إصابة الضحيتين، دون استبعاد أن تظهر حالات إصابة أخرى محتملة خلال الساعات القادمة. وحسب مصدر مطلع، فإن اللجنة حجزت موادا غذائية كثيرة منتهية الصلاحية يتم استعمالها في تحضير هذه الأكلات، وقامت بفحص كاميرات المراقبة بالمحل المذكور لمعرفة حقيقة وجود الضحيتين بالمحل قبيل إصابتهما قصد ترتيب المسؤوليات. وكشفت المصادر، أن صاحب هذا المحل المشتبه فيه، سبق أن سجلت في حقه مخالفة خلال زيارة سابقة للجنة.
وخلف نبأ إصابة الفتاتين بتسمم غذائي في محل للأكلات السريعة، حالة خوف وهلع في المدينة، خصوصا وأن تيزنيت عاشت خلال نهاية شهر يونيو الماضي حالة مشابهة، عندما توافد مجموعة من الأشخاص على مستعجلات المستشفى الإقليمي الحسن الثاني بمدينة تيزنيت، بعدما شعروا بقيء وإعياء وارتفاع في درجة الحرارة، مصحوب بمغص في الأمعاء، حيث أخبروا بعد ذلك بأن الأمر مرتبط بأعراض تسمم غذائي. وبعد البحث والتقصي تبين أن جميع المصابين البالغ عددهم 38 شخصا تناولوا وجبات سريعة بمحل تجاري بساحة المشور بالمدينة. وقد جرى تقديم العلاجات الضرورية للمصابين بعين المكان، فيما تم نقل حالات تبين أنها تعاني من مضاعفات خطيرة نحو المركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بمدينة أكادير. و قررت النيابة العامة إيداع صاحب هذا المحل التجاري السجن المحلي بالمدينة، إذ تمت متابعته في حالة اعتقال.
وبعد جلسات تقاض، قررت الغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة الابتدائية بتيزنيت إدانة صاحب المحل عبر مؤاخذته في الدعوى العمومية من أجل ما نسب إليه والحكم عليه بسنة واحدة حبسا نافذا وغرامة نافذة قدرها 20 ألف درهم، وتحميله الصائر، أما بخصوص الدعوى المدنية التابعة، فقد تم الحكم على الظنين بأدائه لفائدة المطالب بالحق المدني تعويضا مدنيا قدره 5 آلاف درهم وتحميله الصائر.
وكشفت مصادر متتبعة، أن مدينة تيزنيت، تعرف انتشارا كبيرا للمواد الغذائية المهربة، القادمة من الأقاليم الجنوبية، والتي تكون ظروف تخزين بعضها لها تداعيات وخيمة على الصحة.