لا تفتأ الفضائح تطارد حزب العدالة والتنمية وأذرعه، وتؤكد أنه ليس بحزب الملائكة كما يحاول قادته تصويره أمام الناس، وآخر هذه الفضائح حجز شبيبة الحزب لمقطورات بالكامل في قطار قادم من مراكش، حيث جرى ملتقى الشبيبة السنوي، تاركين بقية المسافرين مكدسين في بقية المقطورات في حين لم يتمكن كثيرون من العثور على شبر للسفر ولو وقوفا خلال الرحلة التي تدوم ساعات، في عز حر الصيف واشتداد الضغط على وسائل النقل.
وقد خرجت انكشارية العدالة والتنمية مرة أخرى لتبرير الفضيحة بخطة هجومية كالعادة متهمة منتقدي سلوك شبيبة الحزب بأنهم جاهلون بتنظيم المخيمات والملتقيات ذاكرين أن مكتب السكك الحديدي يتيح حجز مقطورات وفق إجراء عادي.
وقد نسي هؤلاء المسخرون أن هناك ما هو أهم من الوجود في موقع قانوني، وهو التحلي بالإيثار والأخذ بعين الاعتبار أفواج المسافرين الذين لم يجدوا مكانا في القطار في عز العطلة وحر مراكش، علما أن بينهم من له التزامات تستدعي سفره عاجلا كما بينهم من لا يقوى على السفر وسط الزحام وقوفا.
الغريب أن براعم العدالة والتنمية كانوا يتحدثون خلال ملتقاهم عن الإصلاح أمام ضيوفهم الأجانب المحسوبين على التيار العالمي للإخوان والذين أكرموهم بالقدر الذي أهانوا فيه أبناء بلدهم الذين كدسوهم في القطار، فأي إصلاح هذا الذي ينظرون له إذا لم يكن له أثر في سلوكهم اليومي العادي؟