بعد نحو ثلاثة أشهر من الاحتجاجات تعود الحياة للمدارس العمومية، في انتظار ما ستقرره التنسيقيات التي وضعت المدارس والمدرس رهينة في أيديها تحركهما كما تشاء، وقتما تشاء، بالطريقة التي تشاء.
وبكل صراحة فإن أي دعوة للاستمرار في الإضرابات والمسيرات الاحتجاجية بعد التحاق كل النقابات بالحوار لن تزيد الأزمة إلا اشتعالاً، وهو أمر لا يمكن أن يكون سوى رغبة من بعض التوجهات السياسية في تعكير الوضع والمس بالاستقرار، ولكن في مصلحة من؟ المهم أننا سنكون أمام تجاوز التنسيقيات لكل الخطوط الحمراء في حالة إصرارها على السير نحو المجهول.
فإلى حدود اليوم كنا أمام ما يشبه حربا تم فيها استعمال أسلحة الإضراب الشامل قصد ربح موقع أو معركة جزئية، والأخطر أن هذه المعركة أصبحت بدون أفق بعدما تحولت إلى تهديد جدي للاستقرار الاجتماعي والسياسي من لدن العدميين والشعبويين، وإلى إرباك مستقبل 6 ملايين تلميذ مغربي وإدخال الحيرة في نفوس الملايين من أفراد الأسر المغربية الذين يشعرون بتهديد جدي على مستقبل فلذات أكبادهم ..
ولهذا نعتقد أنه لم يعد من المسموح أن ترتهن البلاد كلها لحفنة من الرموز العدميين الذين لا يعجبهم العجب، يختبئون وراء مطالب فئوية لتحقيق أغراض أخرى، بعدما تحولوا إلى خطر ليس فقط على مستقبل هؤلاء التلاميذ، ولكن كذلك على استقرار البلد، ومثل هذا التوجه اللامسؤول هو بمثابة حجة كافية للدولة للتعامل بكل حزم ومسؤولية بعد ثلاثة أشهر من التسامح.
إن عودة الروح للحياة المدرسية إذا لم تنفجر مفاجآت احتجاجية، يفرض وضع سيناريو إنقاذ ما تبقى من الموسم الدراسي، فمن باب المسؤولية الوطنية والاجتماعية والتعليمية التي يتحملها المتدخلون في العملية التعليمية دون استثناء العمل على تجنيب البلد ويلات سنة بيضاء، حفاظا على مستقبل أبنائنا وسلامة المجتمع وإبعاده عن آفات الهدر المدرسي. لذلك على الوزير شكيب بنموسى وضع استراتيجية متوافق حولها مع المتدخلين للقيام بعملية إنقاذ كبيرة سيما لتلاميذ المستويات الإشهادية.
فليس لدينا مزيد من الوقت لنضيعه في الحوارات والمفاوضات من أجل درجة أو سلم، فمستقبل الملايين من تلامذتنا لن ينتظرنا حتى ننتهي من حماقاتنا ومغامراتنا.