شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةسياسيةوطنية

حان زمن الجد

‫إذا كان المقام يسمح بأن يوضع للخطاب الملكي عنوان أو شعار فهو «حان زمن الجد»، إن زمن الجد، كما عبرت عنه أعلى سلطة في البلاد، هو عبرةُ للمُعتبرينَ من قبيلة السياسيين وأهل المسؤولين في الحكومة والبرلمان والمؤسسات الدستورية والإدارات العمومية، لتصويبِ الاتجاهِ نحو الجدية في الأداء لكي يتطور الوطن نحو الأفضل.

مقالات ذات صلة

صحيح أن قاموس الخطاب الملكي جاء مليئا برسائل الارتياح والطمأنة تجاه الواقع المعيش والثقة تجاه ما سيتحقق مستقبلا على كل المستويات، لكن الخطاب ألمح إلى أننا ما زلنا بحاجة ماسة إلى مزيد من الجدية و«المعقول» في تدبير الشأن العام، خصوصا بعدما لامسنا المكانة التي يتحلى بها المغرب والتي جعلته محط احترام وتقدير الدول العظمى بفضل الإنجازات الرياضية والديبلوماسية والأمنية، وهو ما يفرض علينا تحقيق المزيد من الإنجازات الكبرى، سيما على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والديبلوماسي.

زمن الجد يعني القطع مع سوء التدبير وهدر الزمن التنموي في الصراعات السياسوية الضيقة وتفعيل ربط المسؤولية بالمحاسبة، والأكيد أن المعضلة التي يواجهها الشأن العام ببلادنا لا تتعلق بندرة الموارد المالية أو قلة الكفاءات البشرية، بل بغياب قيمة الجدية التي تحول الأقوال إلى سياسات والنوايا إلى قرارات عمومية.

إن الدعوة الملكية للسياسيين والمسؤولين باعتماد الجدية منهجا في التدبير ليست دعوة من باب الترف وقلة مواضيع أمام الملك، بل هي الطريقة الوحيدة التي من شأنها أن تقوي السياسات وتضخها بالنجاعة المطلوبة وتفرز القرارات الخادمة لمصالح المواطنين، وما لم يتحل المسؤولون، من رئيس الحكومة إلى أصغر مسؤول، بالجدية في عمله، فلا يمكن الادعاء بأنهم مسؤولون يمثلون الشعب وتطلعاته، بل يمثلون شريحة صغيرة ذات مصالح غير قادرة على تحقيق انتظارات المغرب مهما توفرت الفرص.

لقد وضعنا الخطاب الملكي أمام مفترق الطرق، طريق للتهاون والعمل الروتيني الذي سيتركنا في مكاننا أو يعود بنا للوراء، وطريق الجد والجدية كمعبر آمن سينقلنا إلى مصاف الدول الوازنة، والكرة، بعد الخطاب الملكي، بملعب النخبة التي تدبر الشأن التي عليها أن تختار طريق مغرب الغد وبأي سرعة ستسير فيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى