حامي الدين: الملكية معيقة للتقدم والتنمية لذلك يجب تغييرها
محمد اليوبي
نشر الموقع الرسمي لحزب العدالة والتنمية، أول أمس الاثنين، تسجيلا للمداخلة التي ألقاها المستشار البرلماني والقيادي بالحزب، عبد العالي حامي الدين، خلال أشغال ندوة الحوار الداخلي، المنعقدة أخيرا بالمنتجع السياحي «ضاية الرومي» بضواحي مدينة الخميسات. وخصص حامي الدين مداخلته لمهاجمة النظام الملكي بالمغرب.
وقال حامي الدين، المتابع أمام القضاء في قضية اغتيال الطالب اليساري، آيت الجيد بنعيسى، إن الملكية بالمغرب هي مؤسسة مركزية في الحياة السياسية، وهي «بشكلها الحالي معيقة للتقدم وللتطور وللتنمية، وإذا لم تتغير لن يكون مفيدا لها وللبلد»، وأضاف: «أومن بأنه إذا لم يحصل أي تغيير في شكل النظام الملكي فإنه لن يكون مفيدا لا للملكية نفسها ولا للبلد، لذلك يجب أن نساهم في تغييره على ضوء مرجعية مكتوبة»، مشيرا إلى وثيقة الإصلاحات الدستورية التي قدمها حزب العدالة والتنمية سنة 2011، وتتضمن مقترحاته حول الدستور تحت عنوان «ملكية ديمقراطية».
ودعا حامي الدين إلى إصلاح الملكية، وذلك بقوله: «عندما نتكلم عن إصلاح النظام السياسي ففي جوهره إصلاح النظام الملكي، بالطرق السلمية، عن طريق المفاوضات»، مؤكدا أن حزب العدالة والتنمية يتوفر على تفويض شعبي يسمح له بالدخول في مفاوضات مباشرة مع الملكية حول طاولة مستديرة، على غرار ما وقع في إسبانيا، من أجل تحقيق الانتقال الديمقراطي. وتابع قائلا: «عندما أتحدث عن المفاوضات فإنني لا أقصد الأحزاب، بل إن التفويض الشعبي أصبح يمكننا من التفاوض مع مركز السلطة الذي هو الملكية، وهنا يمكننا الحديث عن انتقال ديمقراطي»، مؤكدا على «الإرادة الشعبية لأنها ضرورية، وأساس الديمقراطية في البلاد».
وأشار القيادي المحسوب على تيار رئيس الحكومة السابق، عبد الإله بنكيران، إلى أن «الملوك في أوروبا كانوا بمثابة آلهة تتحرك فوق الأرض، قبل الإطاحة بهم»، وتابع قائلا: «الأنظمة الملكية في بلدان القارة الأوروبية، كانت تحكم بموجب تفويض إلهي قبل ثلاثة قرون، لكن الطبقة المتوسطة في أوروبا، التي أفرزتها الثورة الصناعية، أعطت مضمونا للإرادة الشعبية، وجعلت من الملكية بشرية بعد أن كانت حاملة للصفة الإلهية»، وتحدث عن «وجود ضعف في الثقافة الديمقراطية بالمغرب يمثل عائقا أمام التغيير». وفي هذا الإطار، قال حامي الدين إن دفاعه عن بقاء بنكيران لولاية ثالثة على رأس الأمانة العامة للحزب «ليس لسواد عيونه أو ارتباطا بالأشخاص، بل لأن مراحل الانتقال تحتاج إلى شخصيات قوية مسنودة من طرف الشارع، مثل نيلسون مانديلا في جنوب إفريقيا».