عاشت منطقة بير الشفاء بطنجة، أول أمس السبت، على وقع حالة استنفار قصوى بسبب إقدام سائق حافلة للنقل السري على الخروج عن ممر العربات حتى كاد يدهس عددا من المواطنين وسط الشارع العام، ما تسبب في إصابة أحد المارة فوق ممر الراجلين أدت إلى بتر كامل لساقه في حادثة وصفت بالبشعة
وحسب شهود عيان، فإن المشهد وصف بالمروع، بحيث تسببت قوة الدهس في بتر ساق الضحية الذي سقط مضرجا وسط بركة من الدماء، ما جعل المصالح الأمنية التي كانت قريبة من موقع الحادثة تتدخل لإيقاف صاحب سيارة النقل السري ومساعده، لتتم إحالة المعنيين على مصلحة حوادث السير التي وضعت الحافلة بالمستودع البلدي، فيما وضع المعنيان تحت تدبير الحراسة النظرية، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، بغرض متابعتهما بالمنسوب إليهما، وهو ارتكاب حادثة سير خطيرة ضحيتها مواطن وتعريض سيارة لخسائر مادية فادحة بسبب التهور والسرعة وعدم احترام قانون السير.
وتم نقل الضحية، على وجه السرعة، إلى المستشفى الجهوي محمد الخامس نظرا لخطورة الإصابة، في الوقت الذي فتح تحقيق موسع بغرض الوقوف على التفاصيل والخلفيات الكامنة وراء الحادث.
وأعادت هذه الحادثة إلى الواجهة، من جديد، قضية النقل السري بشوارع طنجة وما يخلفه من إصابات وخسائر بشرية كانت آخرها طبيبة بأحد المستشفيات وجنينها، ما تسبب في حالة حزن واستنكار عارمين بمدينة طنجة.
للإشارة، فإن الحافلة المتورطة في الحادثة المشار إليها تشتغل ضمن حافلات نقل العمال بالشركات الاستثمارية، والتي تنشط بكثافة في النقل السري على بعض الخطوط وبعض الأحياء المجاورة، على غرار بوخالف وبني مكادة، وملابطا وبير الشفاء، والحداد والعوامة، إذ ما أن تنتهي فترة المداومة في نقل المستخدمين، حتى يستغل عدد من أصحاب هذه الحافلات وقت الذروة المسائية قصد الاشتغال في النقل المزدوج، وهو الأمر الذي سبق لسائقي الأجرة أن نبهوا لخطورته على وضعهم الاقتصادي بالدرجة الأولى، إلى جانب سقوط ضحايا بشكل دوري.
وكانت مصادر محسوبة على تنسيقيات مهنية للسائقين طالبت بضرورة العمل على إيجاد حل لهذه المعضلة في ظل وجود تلاعبات حتى في الرخص الممنوحة أو ما يعرف بـ«كوطا» النقل الموجه للشركات الاستثمارية، والتي تشتغل في ظروف غامضة نظرا لوجود أسطول ضخم من هذه الحافلات يصعب تعقبه من طرف السلطات الأمنية المختصة، وينشط بشكل مثير في النقل السري.
طنجة: محمد أبطاش