محمد أبطاش
شهد شارع الجيش الملكي بطنجة، في وقت متأخر من ليلة الأحد المنصرم، حادثة سير خطيرة، أدت إلى نقل خمسة أشخاص إلى المستشفى الجهوي، بسبب الجروح الخطيرة التي أصيبوا بها على خلفية هذه الحادثة، بعد اصطدام بين سيارتين، كانتا تسيران بسرعة جنونية، مما يكشف عن استمرار أعطاب السير والجولان بشوارع المدينة.
وقد حلت مصالح الوقاية المدنية والأمنية، بعين المكان، حيث تم فتح تحقيق للوقوف على تفاصيل ما جرى، سيما وأن الحادثة تزامنت ووقت الطوارئ، واتضح أن السرعة كانت وراء هذه الحادثة الجديدة، نظرا للأضرار الكبيرة التي لحقت بإحدى السيارات.
وعلى مستوى آخر، استغربت مصادر متتبعة لتجاهل المصالح المختصة بالمدينة لرسائل وجهتها لها فعاليات مدنية، للمطالبة بإيجاد حل لمعضلة هذه الحوادث، منها تكرار حوادث السير داخل أنفاق المدينة، وقالت هذه الفعاليات، إنه «لوحظ مؤخرا بطنجة تكرار انقلاب السيارات بكل من نفق مركز الحليب ونفق رياض تطوان، ومع قدوم موسم الأمطار يتضاعف عدد الحوادث، ويظل القاسم المشترك بين النقطتين هي العيوب التقنية التي رافقت عملية إنجاز الممرين، حيث يبدو من الوهلة الأولى أن العمل كان يفتقر إلى التخطيط والتصميم الدقيق وإلى الخبرة والمهنية، مما جعله مثقلا بالعيوب التي تتسبب في وقوع الحوادث المستمرة». ومن المؤاخذات المسجلة على هذا المشروع، تميز النفقين بالانحدار، ثم وجود منعرج يحجب الرؤية ويتسبب في فقد السائقين للتوازن، مما يؤدي إلى ارتطام العربات والسيارات بجدران النفق. وكذلك ضيق الممرات الجانبية للأنفاق، والتي تسمح بمرور سيارة واحدة ولا يمكن تجاوزها إن تعطلت أو تعرضت لحادثة.
واقترحت هذه الفعاليات، حلولا للخروج من هذا المأزق، منها وضع مخفضات السرعة قبل الوصول إلى النفق، وتغطية قارعة طريق بأسفلت خشن مقاوم للانزلاق، واستبدال الأغطية والزخارف المكلفة ماديا بأخرى لا تحتاج الكثير من الصيانة كصباغات «الأبوكسي» والحواف المطاطية مثل تلك التي توجد في حلبات سباق السيارات. كما اقترحت أيضا، وضع حواجز أسمنتية ثابتة بعلو لا يقل عن 40 سنتيمترا لمنع السيارات من العبور من جهة لأخرى، على ألا يتجاوز علوه المتر وعشرين سنتيمترا حتى لا تحجب الرؤية للحد من تأثير الحوادث عند وقوعها وحصرها في جانب واحد من النفق وإزالة الأعمدة الكهربائية من وسط النفق والاستعاضة عنها بإضاءة جنبات النفق، ثم وضع إشارات التخفيف من السرعة قبل الوصول إلى النفق، على ألا تتعدى 30 كيلومترا .