شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةسياسية

جيش يفترس نفسه 

الذي يستمع لتسجيلات قرميط بونويرة، الكاتب الخاص لرئيس أركان الجيش الجزائري السابق القايد صالح من داخل زنزانته بسجن البليدة العسكري، يشعر أنه يتحدث عن ملوك طوائف أو قادة عصابات تقتتل على الغنائم والمكاسب، وليس مؤسسة عسكرية منضبطة مهمتها الأولى والوحيدة كما في دول العالم هي الدفاع عن السيادة الوطنية ضد العدوان الخارجي. والحقيقة أن تسريبات مستودع أسرار الرئيس السابق لأركان الجيش الجزائري نائب وزير الدفاع الوطني، ليست سوى عملية لنشر جزء يسير من الغسيل المتسخ للمؤسسة العسكرية الغارقة في الفضائح والفساد والدسائس والقتل المنظم والتهريب والاتجار في الأسلحة.

مقالات ذات صلة

والواقع أن محاكمة الجنرالات التي رمت بأكثر من 30 جنرالا في السجن، ما هي إلا واجهة صراع وثورة داخلية هي في آخر دقائقها لاختيار من سيتحكم في المؤسسة العسكرية بعد السعيد شنقريحة الذي بدأت تتسع مطالب الإمساك برقبته، وبالتالي من سيقود عسكريا النظام السياسي المدني وعلاقاته بالخارج، فالجميع يعلم أن المؤسسة العسكرية الجزائرية دولة ليس داخل الدولة، بل فوق الدولة خصوصا في ظل الغموض الذي يكتنف هرم الدولة، وهشاشة المؤسسات وعدم الاستقرار السياسي في البلاد،

والأكيد أن تصفية الحسابات الجارية داخل نظام الكابرنات وضعت في قلب حساباتها الموقف من المغرب، فهناك تيار شنقريحة وشيوخ الجنرالات الذين بنوا سطوتهم على معاداة المغرب وشيطنته فقط للبقاء في سدة الحكم، وبين جيل جديد من قادة العسكر تشكل بالأساس في عهد الرئيس بوتفليقة لا يعادي المغرب بشكل هيستيري، لكنه يريد أن يجرب حظه في السيطرة على المؤسسة العسكرية بعيدا عن سمفونية العداء لبلدنا.

وبدون شك فإن الحرب داخل الأجهزة الاستخباراتية والعسكرية بالجزائر ستتواصل وأن حرب كسر العظام بين أباطرة الكابرانات وقادة المناطق الذين تحولوا إلى ملوك طوائف، ستأخذ منحى التصفيات الجسدية والإعدامات القضائية لتحييد بعضهم البعض حتى يخلو الجو للتيار الذي سيفرض نفسه لتنفيذ مخططات تشتيت قوة الاحتجاجات الاجتماعية، التي تحتل منذ سنتين على الأقل الشارع الجزائري وإخماد شعلة الحراك الداخلي وتصدير الأزمة الخانقة للمغرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى