شوف تشوف

الرئيسيةتقاريروطنية

جهتا العيون والداخلة تسجلان عجزا مائيا فاق 80 في المائة

استئناف أشغال بناء سد وادي الساقية الحمراء بعد توقف لسنوات

العيون: محمد سليماني

 

كشفت أشغال المجلس الإداري لوكالة الحوض المائي للساقية الحمراء ووادي الذهب، المنعقدة يوم الجمعة الماضي، عن معطيات صادمة بخصوص الوضعية المائية لجهتي العيون- الساقية الحمراء، والداخلة- وادي الذهب، والتي سجلت عجزا كبيرا تجاوز 82 في المائة.

وأكد نزار بركة، وزير التجهيز والماء، خلال ترؤسه أشغال المجلس الإداري، أن وصول نسبة العجز المائي إلى هذه النسبة الكبيرة جدا، تسبب في تسجيل تراجع كبير في الفرشة المائية بعموم أقاليم جهتي العيون- الساقية الحمراء، والداخلة وادي الذهب، ما يتطلب الرفع من الجهود للمحافظة على الموارد المائية بالجهتين وتثمينها، رغم إكراه محدوديتها.

وفي هذا الإطار، ونظرا إلى فترات الجفاف الصعبة التي تعرفها المملكة، فقد كشف نزار بركة أن وزارة التجهيز والماء تواصل العمل على تطوير صياغة مشروع المخطط الوطني للماء، للإعلان عنه في أفق أواخر سنة 2025.

وخلال أشغال المجلس الإداري، تم التأكيد على مواصلة أشغال إعادة تهيئة سد الساقية الحمراء، إذ أشرفت الأشغال على نهايتها، بعدما بلغت نسبة ما يزيد على 75 في المائة. وقد وصلت أشغال بناء السد هذه النسبة، بعدما أعطت الوزارة انطلاقة جديدة للأشغال، بإشراف مقاولة جديدة، قصد تسريع الوتيرة، بهذا السد الذي رصد له اعتماد مالي يصل إلى 433 مليون درهم.

واستنادا إلى المعطيات، فإن سد العيون الساقية الحمراء كان مقررا أن تنتهي به الأشغال سنة 2021، إلا أن ذلك لم يتم، حيث إنه في تلك السنة لم تتجاوز نسبة الأشغال 41 في المائة، قبل أن تتوقف بعد ذلك أشغال بنائه، بسبب مشاكل لدى المقاولة التي حازت على الصفقة. وظل الوضع على ما هو عليه، إذ تم الإعلان عن صفقة جديدة، لتؤول إلى مقاولة أخرى.

وخلف تأخر انتهاء أشغال استكمال السد الذي جرفت سيول سنة 2016 أجزاء كبيرة منه، غضبا شديدا لدى مجموعة من منتخبي مدينة العيون، والذين راسلوا وزير التجهيز والماء واللوجستيك خلال الحكومة السابقة، من أجل تدخل الوزارة لاتخاذ تدابير وإجراءات قصد استكمال الأشغال بالسد المائي على وادي الساقية الحمراء، وذلك لما لهذه المنشأة المائية من تأثيرات إيجابية على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.

واستنادا إلى المصادر، فإن سد وادي الساقية الحمراء كان قد تم تشييده سنة 1995، إلا أن الفيضانات الضخمة التي شهدتها الأقاليم الجنوبية سنة 2016 جرفت السد، وتدفقت المياه بشكل تسبب في كوارث كبيرة بالعيون السفلى وبمنطقة فم الواد. وأدى ارتفاع منسوب مياه السد، والتي وصلت إلى 205 ملايين متر مكعب، إلى انفجار هذا الأخير، مما ألحق أضرارا ببعض المنازل الموجودة بالأحياء المحاذية للوادي بالعيون السفلى، حيث تم إخلاؤها وترحيل 54 عائلة وإيواء أفرادها بأماكن آمنة، كما تسببت المياه في قطع الطريق الوطنية رقم 1 والطريق الساحلية، الرابطتين بين مدينتي العيون وطرفاية.

ونتيجة لذلك أيضا فقد أدى انفجار السد آنذاك إلى انقطاع الكهرباء والإنترنت عن أحياء العيون لأكثر من ثلاثة أيام، وأدى زحف سيول الوادي إلى حدوث خسائر فادحة بجماعة فم الواد، التي تبعد عن العيون بـ15 كيلومترا، شملت الضيعات الفلاحية ورؤوس الماشية من أبقار وماعز وإبل، وخسائر بشرية، كما انقطعت الطريق الوطنية رقم 1 عند مدخل العيون، التي ظلت معزولة عن العالم الخارجي بشكل كبير، مما تسبب في إتلاف الكثير من السلع والبضائع التي كانت محمولة عبر الشاحنات، بعد عجزها عن الوصول إلى المدينة، قبل أن يتم تغيير المسار نحوها عبر مدينة السمارة، انطلاقا من مدينة طانطان بعد إعادة فتحها.

أما بجهة الداخلة- وادي الذهب، فإن أشغال إنجاز محطة تحلية مياه البحر تتواصل، قصد الشروع في استغلالها بدءا من سنة 2025، كما تتواصل أشغال إنجاز 27 ثقبا استكشافيا لدعم مياه الشرب، بعمق يتراوح بين 50 و400 متر، بصبيب إجمالي يصل إلى حوالي 171 لترا للثانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى