جنود الخفاء في كتيبة المنتخب رجال ونساء خلف «أسود الأطلس»
محللو الفيديو.. إداري المنتخب.. مسؤولة اللوجستيك.. المكلف بالتغذية.. المعد الذهني.. وآخرون لا يعرفهم الجمهور
في نهاية شهر غشت من العام الجاري، عقد الناخب الوطني وليد الركراكي ندوة صحفية قدم من خلالها أفراد الطاقم التقني الذي سيساعده في مهمته. لم يكن الطاقم حينها مكتملا، لكنه اختار تقديم أبرز مكوناته مع عبارة: «يمكن إضافة عناصر أخرى لاحقا».
قال وليد الركراكي إنه اختار مواطنيه رشيد بن محمود وغريب أمزين كمساعدين، وعمر الحراق مدربا لحراس المرمى، والإسباني إيدو غونزاليس معدا بدنيا، لكن مع مرور الوقت ستتسع رقعة الطاقم الذي سيضم أسماء أخرى تعددت اختصاصاتها. وحين سئل وليد عن الطاقم الموسع قال إنه لا يعين الأشخاص بل يقترحهم في مجال تخصصه التقني.
هناك أسماء ارتبطت طويلا بالمنتخب الوطني، أمثال رشيد بن محمود الذي عمل مساعدا لمواطنه الحسين عموتة في تدريب المنتخب الوطني المحلي، واستعان أيضا بخدمات غريب أمزين الذي سبق له أن لعب للمنتخب الوطني المغربي في الفترة الممتدة ما بين 1997 و2006، وضم عمر الحراق مدرب حراس المرمى الذي سبق له أن أشرف على تدريب الحارس بونو، كما ضم إلى طاقمه غونزاليس المعد البدني السابق لسبورتيغ خيون الإسباني، وفرق أخرى، فيما ظلت بقية مكونات فريق العمل محافظة على مناصبها منذ عهد المدرب السابق وحيد خاليلوزيتش. فيما يعرف القاصي والداني طبيب المنتخب عبد الرزاق هيفتي الذي قضى في هذه المهمة أزيد من عقدين ويشغل مهمة مسؤول عن اللجنة الطبية للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. كما تم تطعيم الطاقم بأسماء أخرى غالبيتها غير معروفة عند الجيل الحالي، خاصة العناصر التي تعمل في الظل كالمكلف بتحليل الأداء وأخصائي التغذية والمسؤولة عن اللوجستيك ورئيس الطباخين والسائق.. وقس على ذلك من المهنيين الذين يدورون في فلك المنتخب الوطني.
في الملف الأسبوعي لـ «الأخبار» رصد لوجوه تشتغل في الظل داخل المنتخب الوطني ولا تطأ أرضية الملعب إلا لتتقاسم الفرحة مع اللاعبين والمدرب.
حسن البصري
+++
غريب أمزين.. لاعب المنتخب يعود للفريق الوطني مساعدا ثانيا
حين اختار غريب أمزين الانضمام للطاقم التقني للمنتخب الوطني، لم يجد معارضة من برونو إيرلس، مدرب نادي تروا الفرنسي، الذي كان يعتمد على غريب كمساعد له، فقد قال برونو عبارات مديح في حق المغربي غريب أمزين.
ونشر النادي الفرنسي كلمات وداع على موقعه الرسمي حول رحيل أمزين، مؤكدا أنه خاض تجربة على أعلى مستوى مع تروا، ومشيرا على لسان مدربه إلى أن مهمته الجديدة تعد «فرصة عظيمة» بالنسبة له لدخول العالمية، وأبرز أن رحيله، لا يرتبط بأي شكل من الأشكال، بوجود خلافات داخل الطاقم التقني للنادي، حيث جالس أمزين، المدير التقى المدير الرياضي فرانسوا فيتالي، وأبلغه بقراره مغادرة النادي، للانضمام إلى كتيبة الركراكي حين كان مقبلا على المشاركة في مونديال قطر 2022.
ووصف المدير الرياضي لاعبنا الدولي السابق أمزين، بـ»أسطورة» تروا، بعد أن حمل قميص النادي الفرنسي في الفترة ما بين 2001 و2008، فضلا عن كونه خاض مونديال فرنسا رفقة المنتخب المغربي.
بعد أن أنهى مساره كلاعب خاض أمزين غمار تجربة في التدريب عام 2015، عندما أصبح مدربا للفريق الرديف لنادي تروا، قبل أن يعين مدربا مساعدا للفرنسي إرليس في يناير 2020، بعد أن لمست إدارة النادي جديته.
في صيف 2022 تلقى أمزين اتصالا هاتفيا من مواطنه وليد الركراكي، حمل عرضا للانضمام إلى فريق عمله بالفريق الوطني، فوافق غريب على العرض وقبل تولي منصب المدرب المساعد الثاني، ضمن الطاقم التقني، ومن جهتها باشرت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مفاوضاتها مع أمزين قبل أن تتوج باتفاق بين الطرفين حول تفاصيل العقد وجزئيات المهمة.
وجاء قرار الجامعة الملكية بعد تشبث إدارة «بي. إس. في. آيندهوفن» الهولندي بخدمات عادل رمزي واقترحت على الجامعة أن يشرف رمزي على رديف إندهوفن وفي نفس الوقت يكون مساعدا للركراكي في المنتخب، لكن الجامعة رفضت ازدواجية المهام فصرفت النظر عن عادل رمزي وجرى تعويضه بغريب.
جدير بالذكر أن المدرب غريب أمزين قد اعتزل اللعب سنة 2009، حيث توجه إلى عالم التدريب ودخل دورات تأهيل في فرنسا، ليشتغل كمساعد مدرب لنادي تروا الممارس بالقسم الممتاز الفرنسي، وكل أمله أن يصبح مدربا للفريق الأول.
ولد أمزين في 3 ماي، 1973 بمدينة مونتبليار بفرنسا، وقضى معظم مسيرته الكروية في البطولة الفرنسية بكل تصنيفاتها إذ لعب لنادي ميلوز وستراسبورغ وتروا، حيث شغل مركز الوسط في جل مبارياته. وخلال فترة انضمامه لنادي ستراسبورغ، شارك أمزين في نهائي كأس فرنسا لكرة القدم لسنة 2001 حيث فاز فريق ستراسبورغ على نادي أميين بضربات الجزاء، حينها انهالت عليه العروض من كل جانب. حمل غريب أمزين قميص منتخب المغرب وشارك في كأس العالم لكرة القدم 1998 وكأس الأمم الإفريقية لكرة القدم 2002.
عمر الحراق.. مدرب حراس المرمى بتوصية من بونو
حين حصل الانفصال بين وحيد خاليلوزيتش والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، اقترب مدرب الحراس عمر الحراق من محيط الفريق الوطني، وبات مرشحا لخلافة مصطفى الشاذلي، تحت قيادة وليد الركراكي، خاصة وأن الحراق كان مدعوما من حارس المنتخب ياسين بونو، الذي تربطه به علاقة جيدة على غرار باقي المحترفين المغاربة في الدوري الإسباني.
يملك الحراق سيرة ذاتية محترمة، إذ اشتغل في نادي خيتافي وجيرونا الإسبانيين، أي أن له علاقة بكل من أشرف حكيمي وياسين بونو، كما أشرف على تدريب حارس عرين الأسود ياسين بونو في تلك الفترة، وعمل في نادي لناركا القبرصي ككشاف للمواهب ومدرب الحراس.
ما شجع الجامعة والركراكي على التفاوض مع الحراق، كونه بدون ارتباط مع أي فريق إسباني في الصيف الماضي، أي أنه سيكون متفرغا مع المنتخب الوطني، عكس بعض الأطر التي اقترحت الجمع بين تدريب أنديتها والمنتخب.
ما يميز الحراق أنه مساند من طرف حارسي المنتخب ياسين بونو الذي دربه في خيرونا ومنير المحمدي الذي كان أحد أصدقائه وتعرف عليه بواسطة بونو في فرنسا، بل إن الحراق كان مساندا لبونو حتى في أسوأ حالاته حين يمر فريقه إشبيلية بفترات صعبة، إذ حرص مدرب حراس مرمى المنتخب المغربي على التواصل مع بونو، من أجل تحفيزه على مواصلة الاجتهاد في التدريبات ومواصلة العمل بجدية مع فريقه إشبيلية، بل إن الحراق نال الثناء من مكونات المنتخب بعد أن أبان الحارس لمحمدي عن مستوى جيد في مباراة بلجيكا حين دخل بديلا للحارس بونو عندما انتابته نوبة ألم طارئة.
فريد سلمات.. مدرب حراس مجرب للطوارئ
ارتبط اسم فريد سلمات بفريق الجيش الملكي حارسا وبالفريق العسكري والفريق التوركي مدربا لحراس المرمى، لكنه ظل قريبا أكثر من المنتخب الوطني المغربي حيث تقلد مسؤوليات عديدة في مختلف المنتخبات السنية، قبل أن يضمه الركراكي لطاقمه التقني كمدرب ثان لحراس المرمى، سيما وأن التقنيات المتطورة تفرض وجود مدرب حراس ومساعد له.
ما يميز فريد عن باقي مكونات الفريق الوطني أنه أشرف على تدريب الحارس الأول للمنتخب الوطني ياسين بونو حين كان يتدرج في الفئات العمرية، وقال سلمات في تصريح صحفي: «ياسين بونو دربته في منتخبات الفئات السنية الصغيرة، يمتلك كاريزما خاصة وإرادة قوية وطريقة خاصة في التأهيل للمباريات، وهو أيضا ملتزم وصارم في كل التدريبات، وأثناء المباريات الودية والرسمية، يقدم أداء جيدا ومستوى رائعا، في ذلك الوقت تنبأت له أن يكون حارس مرمى المغرب الأول في المستقبل وهو وما تحقق».
سلمات كان يستشير مدربي حراس المرمى في الوداد البيضاوي الذين لهم الفضل الأول على ياسين بونو، منذ أن كان عمره تسع سنوات، حتى وصوله للعالمية، بل إنه ظل يتابع بونو منذ التحاقه بالفريق الرديف لأتلتيكو بيلباو.
اشتغل سلمات مع العديد من مدربي المنتخبات الوطني، وفي عهد إيريك غيريتس استدعى بونو حارسا ثالثا قبيل مباراة الموزمبيق، وهو من اقترح اسم ياسين على المدرب إيريك، الذي قال في شأن بونو: «ياسين بونو يمتلك كاريزما خاصة فهو حارس موهوب يتفانى فى التدريبات، يشبه الحارس بادو الزاكي».
أشرف سلمات على تدريب بونو حين كان مدربا لحراس مرمى منتخب الشبان مع المدرب الهولندي بيم فيربيك، وحين خاض مباراتين وديتين ضد السعودية كان أداؤه جيدا وطلب منه بيم أن يواصل المشوار وتنبأ له بمستقبل كببر، قبل أن يقحمه كاحتياطي للحارس نادر لمياغري.
يعد سلمات أول مدرب للحراس في المنتخب المغربي يستدعي بونو للكبار، وكان ذلك عام 2012، وعندما قرر مسؤولون جامعيون فسخ عقد مدرب الحراس فريد مباشرة بعد إنهاء الجامعة ارتباطها بغيريتس، عاتبوا سلمات على الزج بحارس صغير في مباراة قوية بالموزمبيق. «اعتبروا أن من بين الأخطاء التي ارتكبت أني استدعيت بونو لهذه المباراة لأن سنه صغير ولقلة تجربته»، يقول سلمات.
مدربو اللياقة.. خريجو المدرسة الإسبانية
اعتمد الركراكي على مدربي اللياقة الذين ينتمون للمدرسة الإسبانية التي عرفت بالاندفاع البدني الممزوج بالمهارات. وقع اختياره على إيدواردو غونزاليس الذي اشتغل لسنوات مدربا للياقة البدنية لفريق سبورتيغ خيون الإسباني، وسيلتا فيغو، وإسبانيول برشلونة، وسبارتاك موسكو، والشباب السعودي.
في أول اجتماع للفريق التقني للركراكي، قال الناخب الوطني بعد أن تابع عرضا حول خطة العمل قدمه غونزاليس، إن المعدين البدنين في الأندية «لا يحظون بالقيمة التي يستحقونها، مع أن دورهم لا يقل أهمية عن دور المدربين، في الكرة الحديثة، فإن المعد البدني يعتبر المسؤول الأول عن تحقيق نتائج سلبية أو إيجابية».
قال وليد إنه حين تحسم العديد من المباريات في الدقائق الأخيرة فهذا يعني أن الفريق الذي يكون جاهزا بدنيا هو من يستطيع الصمود والاستمرار في الأداء بمستوى عالي من الدقيقة الأولى إلى الأخيرة، وبالتالي هو الذي يحسم المباراة لصالحه في النهاية.
من جهته، تحدث غونزاليس عن النظرة الضيقة التي ما زال البعض يحملها عن المعد البدني فيختزلون مهامه في الإحماء، وقال إن الإعداد البدني دوره يتجلى في الرفع من قدرة تحمل اللاعبين، ومنحهم الطاقة والقوة التي تجعلهم قادرين على العطاء المتواصل والتحمل العادي والعالي.
وقبل رحيل المنتخب المغربي إلى قطر استعان وليد الركراكي بمعد بدني آخر يدعى خوان صولا، شكل إلى جانب غونزاليس ثنائيا، وهما معا من خريجي مدرسة الإعداد البدني الإسبانية. وجاء انضمام صولا لكتيبة الركراكي بسبب اختصاصه في الإصابات الكثيرة، ودوره في إعداد اللاعبين العائدين من الإصابة. وبرر وليد هذا الاختيار بالتطور الذي يعرفه قطاع التأهيل البدني والحاجة لأكثر من معد في مونديال تجرى فيها المباريات في ظرف زمني قصير.
ويمتاز صولا بإجادته للتقنيات التكنولوجية التي تساعد على تقييم أداء اللاعبين خلال التداريب والمباريات، على غرار تقنية «الأداء الإلكتروني وأنظمة التتبع»، وصدريات خاصة بحساب نبضات القلب، في زمن أصبح المختصون في الإعداد البدني، يستعملون أجهزة ذكية توفر لهم أرقاما وبيانات اللاعبين في التداريب والمباريات، وتسمح لهم بتوثيق أداء كل لاعب.
هاريسون.. رجل استخبارات الكرة في طاقم وليد
ضمن الطاقم التقني الموسع للناخب الوطني، يوجد عنصران نادرا ما نسمع صوتيهما، لكنهما يتأبطان على الدوام حاسوبا وأجهزة اتصال وهاتف ذكي. الأول إنجليزي الجنسية يدعى هاريسون كينغستون، ويشغل مهمة محلل الأداء داخل المنتخب المغربي، حيث انضم لخلية تقييم أداء اللاعبين بتقنية الفيديو، التي يشرف عليها المغربي موسى الحبشي. المدير التقني للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الويلزي روبيرت أوشن، كان سببا في إلحاقه للعمل بالمغرب بعدما قضى حوالي ثمان سنوات داخل الطاقم التقني لنادي ليفربول الإنجليزي، الذي غادره في نونبر 2020 بالرغم من مساهمته في إحراز كأس عصبة الأبطال الأوربية رفقة الفريق الأحمر، وبالرغم من تمسك المدرب يورغن كلوب به.
لم يكن إقناع كينغستون بالأمر الهين فالرجل كان مرتبطا بفريق ليفربول، لكن تم الاعتماد عليه ليشتغل مع كافة مدربي المنتخبات الوطنية وليس المنتخب المغربي الأول فقط. كان الويلزي أوشن وراء هذا الانتداب الهام حين كان مديرا تقنيا للجامعة الملكية المغربية، ومن شدة فرحه بهذه الصفقة أصر على كتابة تدوينة أشاد فيها بمحلل الأداء والدور الذي ينتظره في المنتخبات الوطنية.
تولى هاريسون كينغستون إدارة قسم التحليل التقني والأداء في الجهاز التقني لمنتخب المغرب، وظل يمد الركراكي واللاعبين بكافة البيانات والأرقام الخاصة بالمنافسين على نحو جيد، وحسب موقع «كول» كانت الوظيفة الأساسية لهاريسون هي تحليل أداء لاعبي ليفربول اعتمادا على أجهزة الفيديو، وكان يرفض لعب الأدوار الثانوية حيث ظل يردد «أنا هنا جزء من عملية صناعة القرار مهمتي هي تقديم كل الدعم والمساندة لعناصر الفريق من لاعبين وجهاز فني».
رافق كينغستون المدرب وحيد في رحلته إلى نهائيات كأس إفريقيا بالكاميرون، ورافقه أيضا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم في قطر وفي الدوحة أبان الرجل على قدرة استخبارية فائقة الجودة، وضم إليه زميله سيمون جينيغيز، حيث اهتما بمتابعة مباريات خصوم المغرب وأعدا تقارير مفصلة حول أدائهما.
موسى الحبشي.. محلل أداء المنتخب سلاحه «الدرون»
يعد موسى الحبشي واحدا من جنود الخفاء في المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، يشغل منصب محلل الأداء بـ«الفيديو»، ضمن الطاقم التقني للمدرب وليد الركراكي، وواحد من أبرز المساهمين، خلف الستار، في فوز المنتخب على كثير من خصومه.
ولأنه اشتغل طويلا كمحلل أداء ضمن منتخب بلجيكا، فقد كشف أسرار هذا المنتخب وأحاط المدرب بنقط القوة والضعف، كان وليد يصغي لكلام الحبشي باهتمام كبير، خاصة وأن الرجل يستنطق الأرقام ويقدم الخطط البديلة. اعتمد عليه المدرب روبيرتو مارتينيز كثيرا في مونديال روسيا 2018. وقبل أن يلج هذه المهنة كان منسقا للموسيقى والحفلات.
حين كان الحبشي محلل أداء ضمن المنتخب البلجيكي على امتداد أربع سنوات، كان مجرد «فريلانس» تلجأ إليه الجامعة البلجيكية خلال مباريات منتخبها ويصبح حرا طليقا بمجرد نهاية المباريات.
ولكي نعطي لقيصر ما لقيصر، فقد كان المدرب السابق للمنتخب المغربي وحيد خاليوزيتش وراء ضم الحبشي للمنتخب الوطني، سنة 2020، بموقع عقد يمتد إلى 2025. لا يحمل موسى عصا سحرية، لكنه تمرس مع فرق عالمية أبرزها أندرلخت البلجيكي ولوكرين وبيرمينغهام وأسطون فيلا الإنجليزيين وفريق جنك البلجيكي، كما شغل منصب «محلل الأداء» في فريق الشباب السعودي، واشتغل مع فريق الزمالك المصري إلى جانب المدرب الاسكتلندي أليكس ماكليش.
هو ثالث أهم رجل في كتيبة المنتخب الوطني المغربي، موسى الحبشي ابن منطقة ايعزانن بإقليم الناظور، بدأ مسيرته المهنية في مجال الموسيقى، قبل أن ينتقل إلى كرة القدم بعد الحصول على عدد من الدورات التأهيلية في تحليل أداء اللاعبين، وقد أصبح اليوم جزءا مهما في الجهاز الفني للمدرب وليد الركراكي، ورغم إنزوائه عن الأضواء، إلا أن الصحافة البلجيكية منحته كامل حقه بتقارير مدحت من خلالها العمل الذي كان يقوم به مع الشياطين الحمر، وقالت إن انتصار المغرب على بلجيكا في المونديال يملك فيه موسى نصيبا كبيرا.
لا يقتصر دور الحبشي كمحلل للأداء على المباريات فقط، بل مهمته متابعة الحصص التدريبية بكل تفاصيلها وحتى تسجيل فيديو خاص للتدريبات عبر «الدرون»، وبعد ذلك يراجع الفيديو بكل تفاصيله الصغيرة.
جاء موسى للفريق الوطني في عهد وحيد، واضطلع بالمهام التي كان يزاولها الفرنسي سيدريك داخل المنتخب المغربي، في عهد الناخب الوطني هيرفي رونار الذي وصفه بذراعه الأيمن، الذي يرافقه أينما حل وارتحل.
نزهة.. المرأة التي تسهر على لوجستيك الفريق الوطني
اسمها نزهة غضفة. بيضاوية الأصل والنشأة، ارتبط اسمها بالمنتخب الوطني المغربي منذ حوالي عشرين سنة، ظل شغلها الشاغل النقل واللوجستيك، خاصة بعد أن أصبحت مكونات المنتخب الوطني تعتمد على لاعبين من مختلف بقاع العالم ما يدعو إلى بدل مجهود مضاعف لتأمين رحلاتهم فضلا عن هاجس الإقامة في رحلات الفريق الوطني الأول وباقي المنتخبات السنية خلال كل المباريات الرسمية أو الودية بعدد من دول العالم.
هي الأخت الكبرى لكثير من اللاعبين. عاشت مع العديد منهم حين كانوا لاعبين ورافقتهم عندما أصبحوا مؤطرين، لذا ظل كثير من مشجعي المنتخب المغربي يتساءلون عن المرأة التي ترافق الفريق الوطني وتسعد كثيرا لأفراحه.
في تنقلات الفريق الوطني لا يرافق الهاتف يدها، بل يظل ملتصقا بأذنها حيث تنشغل كثيرا بتحركات المنتخب وتربط اتصالات يومية لتأمين سفر اللاعبين من مدنهم إلى المغرب وأيضا تعمل على تأمين رحلات المسيرين وكبار ضيوف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لا تنتهي مهمتها بوصول الفريق الوطني إلى الملعب بل تنشغل بتفاصيل أخرى تتعلق بإقامة المنتخب، وتقضي يومها في الغالب بين المطار ومقر إقامة الفريق الوطني.
بدأت نزهة علاقة الشغل مع الجامعة في عهد الجنرال حسني بن سليمان كما عملت مع علي الفاسي الفهري وعبد الإله أكرم في مرحلة انتقالية ثم فوزي لقجع، وظلت على امتداد السنوات وفية لدفتر التحملات الذي يضع راحة عناصر الفريق الوطني كهدف، لهذا تجدها أول من يحجز الفندق الذي سيقيم فيه المنتخب وهي من تتابع تفاصيل الرحلات ومدى جودة الخدمات وهي نقطة الاتصال بين المنتخب وإدارة الفندق وأيضا شركة النقل السياحي.
نشأت نزهة في حي الأحباس بالدار البيضاء، حصلت على شهادات عليا في التدبير اللوجستيكي، وظلت تحمل خلال رحلاتها وزر المنتخب ووالدتها التي رحلت إلى دار البقاء قبل مونديال قطر ما ترك في نفسها غصة عميقة.
العياشي.. أخصائي التغذية المرفوض من وحيد المحبوب من وليد
بعدما ابتعد عن الأنظار إلا من ظهوره في الفضاء الأزرق، فاجأت قناة «الرياضية» الرأي العام الرياضي بخبر عودته لطاقم الفريق الوطني في نهاية ماي الماضي، وقالت إن نبيل العياشي أخصائي التغذية، قد التحق من جديد بطاقم المنتخب الوطني، وأن المشرفين على المنتخب اتخذوا هذه الخطوة من أجل ضمان تغذية جيدة لأفراد المنتخب. وكان المدرب خليلوزيتش قد أبعده عن الطاقم الموسع للفريق الوطني ووصفه بـ «المكلف بالأكل»، معتبرا إياها وظيفة لا وجود لها ولا مكان لها في الأطقم التقنية والإدارية والطبية للمنتخبات. بل إن خلافا حصل بين المدرب وأخصائي التغذية في مراكش عندما فوجئ وحيد بالعياشي وهو يقتحم مستودع الملابس بين الشوطين، حاملا صحن فواكه، فيما كان المدرب منهمكا في شرح خطة الشوط الثاني للأسود في مباراتهم الودية أمام منتخب النيجر.
كان وحيد وراء فسخ الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عقدها مع العياشي، الذي كان يقدم برنامجا في صباحيات دوزيم، لكن وليد نسف ما أقره وحيد وأعاد أخصائي التغذية للمنتخب وقرر أن يرافقه إلى مونديال قطر.
اشتغل نبيل في عدة مهام، وشغل منصب أخصائي التغذية والحمية بالمركز الاستشفائي ابن سينا، وأستاذا ومدربا لمادة التغذية الصحية ومتخصصا في قضايا الجودة، مارس رياضة الفول كونطاكت أولا وانتقل لممارسة كرة القدم وكرة اليد وكرة السلة في الألعاب المدرسية، لكنه سيتألق في ألعاب القوى مع فريق الفتح الرباطي. تخصص في مجال التغذية رغم أنه كان يود دراسة الصيدلة بفرنسا.