شوف تشوف

الرأيالرئيسيةرياضة

جنسيتي الرياضية

حسن البصري

أثار مقال صادر عن يومية “أس” الإسبانية غضب المغاربة، وقوبل أيضا بفورة قلق من طرف القائمين على الشأن الكروي في هذا البلد.

كتب الصحفي الإسباني جواكين ما روتو، مقالا تحدث فيه عن الضغوطات التي يتعرض لها اللاعب الاسباني ذو الأصول المغربية لامين يامال، وقال في مقال على صدر الصحيفة إن محاولات جارية لإغرائه ماليا لكي ينضم للمنتخب المغربي.

ردت جامعة الكرة على الصحيفة الإسبانية ببيان قالت فيه إنها “احترمت اختيارات اللاعب لامين يامال كباقي اللاعبين المغاربة ذوي الأصول المغربية الذين فضلوا منتخبات أخرى، بالرغم من المجهودات الكبيرة التي تبذلها الجهات المعنية في جميع أنحاء العالم لإقناع اللاعبين الناشئين بطرق قانونية ومشروعة”.

لكن لماذا عادت صحيفة “أس” إلى قضية لاعب وهي تعلم أنه حسم موقفه حين اختار منتخب إسبانيا؟

السبب يرجع للإصابة التي تعرض لها اللاعب لامين رفقة ناديه الكطلوني، خلال مواجهة في مدينة غرناطة، وكأن لعنة طارق بن زياد وموسى بن نصير طاردت هذا اللاعب الذي تنكر لأصوله.

إصابة لامين ستمنعه طبعا من حمل قميص المنتخب الإسباني، وهو ما يخول له مراجعة اختياراته، وفقا لقوانين الفيفا، هذا المعطى أغضب الصحفي الإسباني الذي ينزف قلمه حبرا كلما أصيب لامين.

حصل هذا التراشق في الوقت الذي تعقد فيه اجتماعات على المستوى العالي بين المغرب وإسبانيا والبرتغال، لترجمة خطط إنجاح عرس مونديال تشاركي بين البلدان الثلاث سنة 2030.

يومية “أس” وفي عز التحضير للتعاقد الثلاثي، تصر على أن المغرب كان بديلا لأوكرانيا، والحال أن شبهات فساد رئيس الاتحاد الأوكراني وراء استبعاد هذا البلد من السباق، وأن إسبانيا والبرتغال هما من طلب ود المغرب.

لا يمكن أن نخدش وجه التقارب الكروي بسبب لاعب، لأن البلد الذي أنجب العربي بن مبارك وعبد الرحمان بلمحجوب وأحمد فرس وغيرهم من الأساطير، قادر على إنجاب نسخ مصادق عليها من لامين.

لقد أضعنا جهدا ومالا وخضنا معارك ضد “أس” و”ماركا” في قضية اللاعب منير الحدادي، وحين انتزعناه من الإسبانيين فقد الفتى بريقه. اليوم تعيد الصحف الإسبانية سيناريو منير وتفتح جبهة إبراهيم دياز الذي يرسل لنا بين الفينة والأخرى نظرة وابتسامة فنظل ننتظر الموعد واللقاء.

قال الناخب الوطني السابق امحمد فاخر في حوار صحفي، وهو يتحدث عن إحباط عملية ضم اللاعب المغربي امبارك بوصوفة للمنتخب البلجيكي: “ذهبت إليه تكلمت معه عن حاجة منتخب بلده لخدماته، وحين انتهينا من الحديث عبر عن استعداده لمرافقتي إلى المغرب على متن نفس رحلة الإياب”.

لكن لابد من مراجعة استراتيجية استقطاب المواهب المغربية المتألقة في الخارج، لابد من إعادة النظر في الأساليب القديمة، والقطع مع استجداء خدمات لاعب غالبا ما تصنفها “أس” في خانة التغرير بلاعب قاصر.

في زمن غير بعيد كان إقناع لاعب مغترب بحمل قميص المنتخب المغربي يتم يطرق تقليدية، حيث يتوجه المدرب ومسؤول من الجامعة وأحد أقارب اللاعب إلى أوربا محملين بهدايا من الصناعة التقليدية، يجالسون والد اللاعب ووالدته ويحاولون إقناعه بجدوى الانضمام للمنتخب المغربي، يبدو المشهد كخطبة فتاة يسكنها التردد بينما ينتظر الجميع ردها الحاسم، وغالبا ما تفشل المفاوضات ونخسر الهدايا والكلام الضائع، ونعود على أعقابنا خاسرين.

اليوم نحتاج أولا لإقناع وكلاء أعمال اللاعبين المغتربين قبل آبائهم وأمهاتهم، نحتاج لخطة استقطاب لا مكان فيها للعار و”التحزار” و”المرفودة”، ونحتاج أكثر لتلميع صورة منتخبنا والحفاظ على ريادته كي يمارس جاذبيته على التائهين بين خيار القلب والجيب. ونحتاج أكثر لمن يستوعب المغزى الحقيقي لـ”هب فتاك لبى نداك”.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى