محمد سليماني
قررت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بملحقة سلا الخميس الماضي، تأجيل النطق بالحكم على قاتل سائحة أجنبية وسط سوق شعبي بتزنيت ومحاولة قتل أجنبية أخرى بأكادير إلى السابع من الشهر المقبل.
وجاء تأجيل النطق بالحكم، بعدما سبق لهيئة المحكمة ذاتها أن أصدرت في 31 مارس المنصرم، حكما تمهيديا يتعلق بعرض المتهم على خبرة طبية يعهد بها إلى مدير مستشفى الرازي بسلا لتحديد «ما إذا كان المتهم أثناء ارتكابه الأفعال المنسوبة إليه مصابا بإعاقة ذهنية، مع تحديد طبيعتها وتاريخها ومدى تأثيرها على قواه العقلية». وقد حددت المحكمة مصاريف الخبرة الطبية في حدود 1500 درهم تؤدى في إطار المساعدة القضائية، على أن يعرض المتهم على الجلسة القضائية خلال جلسة يوم خامس ماي المقبل، بعد إنجاز الخبرة الطبية.
وبحسب المعطيات، فإن المحكمة تتابع المتهم بتهم ثقيلة منها «الإرهاب والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، ومحاولة القتل العمد». وتعود تفاصيل هذه القضية إلى منتصف شهر يناير الماضي، عندما اهتزت مدينة تيزنيت ذات صباح على وقع جريمة نكراء راحت ضحيتها سائحة فرنسية تبلغ من العمر 79 سنة وسط سوق شعبي بالمدينة.
وقد لقيت الضحية حتفها على الفور متأثرة بجراح غائرة على مستوى العنق، عندما كانت في جولة للتبضع بالسوق البلدي 20 غشت وسط مدينة تيزنيت، قبل أن يباغتها الجاني يبلغ من العمر 31 سنة، وينهال عليها بآلة حادة عبارة عن «مقدة» كالتي تستعمل في محلات الجزارة، لتسقط مضرجة في الدماء. وأظهر شريط فيديو تفاصيل الجريمة الشنيعة، حيث كانت السائحة تسير وسط السوق، قبل أن يتقدم نحوها الجاني الذي كان يترصد خطواتها، ويوقفها للحظة قصيرة وكأنه سيستفسرها عن شيء، قبل أن يستل الآلة الحادة من أسفل ثيابه بسرعة خاطفة، وينهال عليها على مستوى العنق، ثم غادر عين المكان.
وبحسب المصادر، فقد أضحى الجانحون والمختلون عقليا يشكلون خطرا على المارة والسياح بمدينة تيزنيت، ذلك أن واقعة مماثلة، حدثت قبل أيام فقط، عندما وجه مختل عقليا يبلغ من العمر 31 سنة، ويعيش حالة تشرد بين أحياء المدينة، (وجه) ضربة بواسطة «ساطور» إلى سائحة إيطالية. واستنادا إلى مصادر متطابقة، فإن الإصابة التي تعرضت لها السائحة البالغة من العمر 51 سنة، كانت خفيفة، ذلك أنه لولا تدخل زبناء وعمال مقهى غادرته للتو السائحة، لكانت قد تعرضت لإصابة بالغة. وقد تمكن زبناء وعمال المقهى من القبض على المختل الذي فر هاربا بعد الواقعة، ومحاصرته إلى حين حلول عناصر الشرطة الذين اعتقلوه، واقتادوه إلى مخفر الأمن من أجل البحث في دوافع ارتكاب هذا الاعتداء، فيما تم نقل الضحية إلى المستشفى الإقليمي الحسن الأول بالمدينة لتلقي العلاجات الضرورية، حيث غادرته بعد ذلك في اليوم نفسه.
