طنجة: محمد أبطاش
تحولت جنازة «تاجر المجوهرات» الذي قضى، خلال الأيام الماضية، بعد تلقيه طعنة قاتلة بحومة الحداد، الواقعة في نفوذ مقاطعة بني مكادة بمدينة طنجة، إلى مسيرة شارك فيها حوالي ألف شخص، انطلاقا من منزله صوب المقبرة المحلية، بينما انطلقت مسيرة احتجاجية عفوية قادتها بعض النسوة على هامش تشييع جنازة الراحل إلى مثواه الأخير، نحو المنطقة الأمنية الثانية لبني مكادة، كما جابت بعض الشوارع المحيطة بها، حيث رفعت النسوة شعارات تطالب بضرورة استتباب الأمن ومحاربة الجريمة، ووضع حد لما أسمته المحتجات انفلاتا أمنيا.
وفي الوقت الذي كان من المقرر أن يتم تمثيل الجريمة، على الساعة الرابعة والنصف من عشية أول أمس (الثلاثاء)، تفاجأ المئات من الذين حجوا إلى أمام منزل الراحل، حيث يوجد محله التجاري، بولاية الأمن تلغي الأمر، بسبب الحشود، إلى جانب الشعارات القوية التي تزامن رفعها مع حضور رجال أمن قصد ترتيب المكان لإحضار المشتبه بهما في قتل الضحية، فيما رفعت شعارات وصلت إلى حد المطالبة بتطبيق عقوبة الإعدام في حق الظنينين، اللذين تم إلقاء القبض عليهما، بينما لا تزال التحريات قائمة للبحث عن مشتبه فيه شارك في الجريمة المروعة التي هزت المدينة.
وقد دفعت هذه الحشود المصالح الأمنية إلى الانسحاب بسبب الشعارات القوية، في الوقت الذي ساد التخوف من أي ردود فعل سلبية من طرف أهالي الضحية، خصوصا أن المحل التجاري يقع أسفل المنزل، حيث انطلق حفل العزاء منذ صبيحة أول أمس.
ورددت شعارات أمام منزل الضحية، تطالب بتوفير الأمن بسبب سقوط ضحايا أبرياء بين الفينة والأخرى، كما عاينت «الأخبار» بعض المستشارين الجماعيين، فضلا عن منتمين لحزب العدالة والتنمية وهم يقودون الحشود الغفيرة، خصوصا المتجهة نحو المقبرة لدفن الضحية، بعد أن أقيمت صلاة الجنازة عليه بالقرب من أحد المساجد المحيطة بالحي، على اعتبار أنه من المتعاطفين مع الحزب محليا، كما شهدت جنازته ما يشبه إنزالا من قبل عدد من الوجوه المحسوبة على «البيجيدي».
إلى ذلك، ما زالت الأصوات التي انطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، والداعية إلى الخروج للتظاهر بعد غد (السبت)، تتسع بشكل مهول محليا، حيث تقرر تنظيم وقفة احتجاجية، بعد غد (السبت)، بساحة الأمم المتحدة، كما تحولت الجريمة البشعة إلى حديث الخاص والعام بطنجة. وعلمت الجريدة من مصادر متطابقة، أن السلطات المحلية والأمنية شرعت في استدعاء عدد من جمعيات المجتمع المدني، قصد التباحث معها حول الاحتجاجات المرتقب أن تشهدها المدينة، نهاية الأسبوع الجاري، بسبب ما أسماه النشطاء الذين أطلقوا الدعوات محليا، ضرورة توفير الأمن.
وعلاقة بالموضوع نفسه، أصدرت المديرية العامة للأمن الوطني بلاغا تؤكد فيه، أن المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة طنجة، تمكنت من إيقاف شخصين من عائلة واحدة، يبلغان من العمر حوالي 18 و22 سنة، للاشتباه بتورطهما في سرقة محل للمجوهرات، المتبوعة بالضرب والجرح المفضي إلى الموت، والتي وقعت مساء اليوم نفسه بحي بني مكادة بمدينة طنجة.