العملية تمت خلال مرحلة «البيجيدي» وخلفت استنكارا عاما
طنجة: محمد أبطاش
تفاجأ الرأي العام المحلي بطنجة، في غضون الأيام الماضية، بالإعلان عن نقل جماعة طنجة خلال مرحلة حزب العدالة والتنمية لأرشيف المدينة إلى المقبرة المسيحية في سابقة من نوعها، بسبب الإهمال الذي طال البناية الخاصة به.
وقالت مصادر متتبعة لهذا الموضوع إنها تابعت بقلق شديد وضعية أرشيف مدينة طنجة، والذي يوجد في ظروف حفظ مزرية و غير ملائمة. فحسب المعلومات المتوفرة لدى الجهات المختصة، يوجد الأرشيف بفضاء تابع للمقبرة المسيحية بعد نقله من المستودع البلدي في فترة المجلس الجماعي السابق.
وأعلنت المصادر نفسها أن الجميع نبه إلى تردي بناية دار النيابة وتعرضها لانهيارات جزئية، إلى جانب تضرر السجلات والأرشيف الموجود بالبناية. وقد توصلت المصالح الولائية وجماعة طنجة ومندوبية وزارة الثقافة، بتقارير حول الموضوع من أجل صون الأرشيف الوثائقي الموجود بهذه البناية المهددة بالانهيار، بما يحافظ على الذاكرة التاريخية لطنجة، ويغني ويعزز الرصيد الحضاري للمدينة، إلا أن الوضع لازال كما هو.
وأوضحت المصادر ذاتها أنه انسجاما وتكاملا مع ما تشهده المدينة من مشاريع نوعية لصيانة تراثها العمراني، ومآثرها التاريخية، فإن الكل يدعو إلى تحمل المؤسسات لمسؤولية جرد الأرشيف وتصنيفه، وإنزاله في المكان الذي يليق به، فلا يعقل بأي حال من الأحوال تشير المصادر، إلى أن يتعرض أرشيف طنجة للإهمال والتبخيس، كما تدعو المصادر ذاتها، في نفس الآن إلى إشراك المؤسسة الجامعية ومؤسسة أرشيف المغرب في الانكباب على هذا الأرشيف، وهو ما سيشكل حتما إضافة نوعية للرصيد التاريخي لمدينة طنجة والوطن.
وعلى صعيد آخر، قالت بعض المصادر إن من غرائب الصدف المتعلقة بأرشيف «البوغاز»، وجود هيئات محلية تدعي أنها تساهم في حفظ التراث المحلي، غير أنها في الأصل أحدثت من أجل البحث عن شراكات على جميع الاتجاهات والتمويلات المحلية والخارجية، لتخرج عن سياقها، خصوصا وأن المرحلة السابقة لجماعة طنجة، تحصلت منها على تمويلات بخصوص عدد من الأنشطة مقابل التغاضي عن مثل هذه القضايا التي بات الرأي العام يتفاجأ بفصولها من حين للآخر.