طانطان: محمد سليماني
لم تستطع جماعة طانطان فتح سوقين نموذجيين بكل من حي بئر إنزران والحي الجديد، رغم أن هذين السوقين صرفت في تشييدهما أموال باهظة، وظلا مغلقين منذ ذلك الحين.
وبحسب المعطيات، فإن الجماعة الترابية لطانطان قامت بإغلاق هذين السوقين، كما قامت بعد ذلك ببناء جدار بسوق السمك بئر إنزران لعزل محل تجاري نشيط عن بقية المحلات المغلقة. ورغم بعض الزيارات التي قام بها أعضاء المجلس الجماعي خلال شهري دجنبر ويناير الماضيين إلى هذين الفضاءين التجاريين، والوقوف على حالتهما المزرية، إلا أنه لم يستطع المجلس فتحمها في وجه الحركة التجارية، وبالتالي، فإن ذلك يعني تفويت مداخيل مهمة على خزينة الجماعة التي تعاني أصلا من ضعف المداخيل.
وتفيد مصادر مطلعة بأن مجموعة من الأشخاص والسماسرة قاموا بكراء المحلات التجارية بالسوقين النموذجيين منذ تشييدهما، غير أنهم لم يقوموا باستغلالها، وتنشيط الحركة التجارية بها، بل إن كل واحد احتفظ بمفاتيح محله التجاري، فيما هذا الأخير ظل مغلقا، لا التاجر استغله في الحركة التجارية، ولا الجماعة تجني من ذلك رسوم الكراء، ولم تستطع إرغام هؤلاء على فتح هذه المحلات واستغلالها، أو فسخ عقود الكراء التي تربط أصحابها بالجماعة.
في المقابل، تعج شوارع وأزقة المدينة بعشرات الباعة المتجولين، وأصحاب العربات المجرورة، في الوقت الذي يمكن لكل من سوق الحي الجديد الذي كلف بناؤه مليون و800 ألف درهم من أموال الجماعة الترابية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وسوق السمك بئر إنزران إيواء جميع هؤلاء التجار الجائلين الذين يفضلون البقاء في الشوارع لكونهم لا يؤدون بها أي رسوم ضريبية.
وفي هذا السياق، تحول شارع المختار السوسي بحي بئر إنزران إلى سوق تجاري مفتوح، بعدما احتله التجار المتجولون القادمون من مختلف أحياء المدينة. وقد أصبح الشارع مغلقا لا يمكن للعربات والمركبات والدراجات النارية عبوره، خصوصا وأن التجار يحتلون كل جنباته، بل إن أغلبهم تحولوا إلى تجار قارين بهذا الشارع يضعون سلعهم فوق إسفلت الطريق، وبعضهم يضعها فوق الرصيف، الأمر الذي أضحى يعيق حركة السير ويمنع مرور المركبات، بالرغم من أن لجنة السير والجولان بالمجلس الجماعي منعت مرور السيارات والعربات من أحد الاتجاهين. احتلال الملك العمومي وتحويل شارع عام إلى سوق مفتوح، أضحى يهدد حياة المارة الذين يضطرون إلى السير وسط الشارع المكتظ بالسلع أيضا.
ومما يزيد من تفاقم وضعية سكان الشارع والأزقة القريبة منه، هي الروائح الكريهة والأوساخ المتراكمة التي يتركها التجار وبائعو السمك، والخضارون. وبحسب تصريحات متطابقة من السكان، فإن تجار السمك يتركون مياه السمك على الإسفلت كل يوم، كما أنهم يتركون بالزنقة رقم 9 بحي بئر إنزران بقايا الأسماك ومخلفاتها التي تفوح منها روائح كريهة تزكم الأنوف وتسبب مشاكل تنفسية للسكان.