فضحت حملة تطوعية نظمت بسلا تحت شعار «جيت نقي قبر الوالدين» فشل جمعية تدبير مقابر سلا في الالتزام بالمهام المنوطة بها، مقابل الدعم الذي تحصل عليه من الجماعة، والمحدد في 130 مليون سنتيم لمدة خمس سنوات تنفيذا للاتفاقية المبرمة بين الطرفين.
واستنجدت الجمعية بجماعة سلا ومقاطعة المريسة وشركة مكومار، وشبكة الجمعيات النشيطة بسلا لتنظيم حملة بيئية لتنظيف مقبرة باب المعلقة بالمدينة العتيقة، علما أن الجمعية التزمت بصيانة وتهيئة مقابر سلا، مقابل الاستفادة من دعم سنوي.
بنود الاتفاقية المبرمة سنة 2018 بين جماعة سلا وجمعية تدبير مقابر سلا، تكشف أن الجمعية المحظوظة التي يرأسها مقاول يستفيد من صفقات وسندات طلب مع جماعة سلا في مجال البستنة والأغراس والعناية بالمساحات الخضراء، لم تلتزم بما أسند إليها، بدليل أن تنظيم حملة «جيت نقي قبر الوالدين» يكشف تدهور نظافة مقبرة باب المعلقة.
وفي نفس السياق، وجهت فعاليات محلية اتهامات للجمعية المذكورة بخدمة أجندة الجماعة مقابل الاستمرار في الاستفادة من تدفق دعم سخي لا أحد يعرف مصدر إنفاقه، رغم تعاقد الجمعية مع شركة للحراسة لتأمين حراسة مقبرتي باب المعلقة وسيدي بلعباس، وهو الموضوع الذي أثير حوله نقاش كبير بمدينة سلا.
ووفق مصادر «الأخبار» فإن جمعية تدبير مقابر سلا، لم تتدخل لحد الساعة سوى بمقبرتي باب المعلقة وباب المريسة، خلافا لاسم الجمعية، ما يعني أن عدة مقابر موزعة بين جماعات تابريكت، احصين والعيايدة، مازالت خارج تدخل الجماعة، ما يعني أن تنظيف مقبرتين يكلف جماعة سلا 130 مليون سنتيم بواقع 65 مليون لكل مقبرة.
كما توجه انتقادات حادة لجمعية تدبير مقابر سلا، بسبب تدخلها في تحديد بعض المعايير التقنية لحفر القبور، وفرض الأمر الواقع على عائلات الموتى، بسبب حفر ما يشبه الخندق الطويل، وفرض دفن الموتى على نفس الخط المستطيل مع الفصل بينهم بقطع الطوب، وهو ما قد يعرض القبور للضرر، بسبب توالي عمليات الدفن، وعدم وجود مسافات كافية للفصل بين قبر وآخر، حيث تسعى الجمعية إلى حل مشكل الجماعة بتكديس الموتى في مساحات صغيرة لتوفير مزيد من المقابر للدفن في ظل عجز الجماعة عن توفير وعاء عقاري لإحداث مقبرة جماعية منذ 2005، مما اضطرها لإعادة فتح مقبرة سيدي بلعباس التي توقف الدفن بها منذ أكثر من عقدين من الزمن.
ويدافع مستشارون من المجلس الجماعي عن جمعية تدبير مقابر سلا، بمبرر أن جماعة سلا كانت ترصد سنويا ما قيمته 260 مليون سنتيم لصيانة ونظافة المقابر دون جدوى.