الداخلة: محمد سليماني
باشرت الجماعة الترابية للداخلة بشكل مكثف، خلال الأيام الأخيرة، حملة تجميع الكلاب الضالة التي تجول في أحياء المدينة وخارج المدار الحضري، وتعقيمها في أفق التخلص الآمن منها.
وتمكنت المصالح المختصة بالجماعة من تجميع ما يقارب 168 من الكلاب الضالة، وذلك بعدد من أحياء المدينة وخارجها، كحي القسم 1 وحي القسم 2 والمنطقة الصناعية وحي المسيرة، وأم لبير، وحي النهضة، ومحيط حي الوحدة، وتم تعقيم هذه الكلاب ضد داء السعار لكونها تهدد سلامة المواطنين وأضحت تشكل خطرا وتهديدا حقيقيا على المارة، ما يستوجب التخلص منها بشكل آمن.
واستنادا إلى المصادر، فإن حملة تجميع وتعقيم الكلاب الضالة بالداخلة، في الفترة الراهنة، تأتي بعدما عاشت المدينة فصول كارثة إنسانية كان لها وقع سلبي على المدينة ومجالها السياحي، وذلك عقب مصرع سائحة أجنبية تبلغ من العمر 44 سنة، متأثرة بعضات كلاب ضالة بالقرب من إحدى الوحدات السياحية بجماعة «العركوب» التابعة لجهة الداخلة وادي الذهب. وكانت السائحة الفرنسية حلت في اليوم نفسه في زيارة سياحية لمدينة الداخلة، حيث نزلت بوحدة فندقية بجماعة العركوب، قبل أن تتعرض لهجوم من قبل مجموعة من الكلاب الضالة حين قيامها بجولة مشيا بعيدا عن الفندق.
وتم فتح تحقيق من قبل عناصر الدرك الملكي تحت إشراف النيابة العامة المختصة للكشف عن كافة الظروف والملابسات المحيطة بهذا الحادث. وجاءت هذه الحادثة المميتة بعد حادثة مماثلة قبل ثلاث سنوات تقريبا، بعدما تعرضت سائحة تحمل الجنسية السويسرية لعضات كلاب ضالة أيضا في محيط الفندق الذي كانت تقيم فيه بالمدينة.
وبحسب المعطيات، فإن هذه السائحة الأجنبية كانت في جولة ليلية بضواحي فندق سياحي فخم تقيم فيه خارج المدار الحضري للمدينة بحوالي 25 كيلومترا، قبل أن تتعرض لإصابات بالغة على مستوى أنحاء متفرقة من جسدها بعدما نهشتها الكلاب وأسقطتها أرضا. وجرى نقل المصابة إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بالمدينة لتلقي العلاجات الضرورية، قبل أن يتم نقلها إلى بلدها فورا لمواصلة الاستشفاء.
وفي هذا السياق، كشف أحد مهنيي السياحة بالجهة، خلال اجتماع ترأسه والي الجهة لامين بنعمر الأسبوع الماضي، عن معطيات صادمة حول أعداد الكلاب الضالة المنتشرة بكثرة قرب الوحدات السياحية الموجودة على طول الشريط السياحي الساحلي بجهة الداخلة وادي الذهب، والذي وصفه بأنه «جيش» من الكلاب، يتجاوز عددها بالنقطة الكيلومترية 25 التي توجد بها وحدات سياحية ألفي كلب ضال.