جـلنار
يقول المسعودي في مروج الذهب:
«العشق ثمرة المشاكلة، وهو دليل تمازج الروحين، وهو من بحر اللطافة، ورقة الصنيعة، وصفاء الجوهر وليس يحد لسعته، والزيادة فيه نقصان من الجسد»
وقلت لي ذات وجد:
ــ أيتها الجلنار انظري إلي فأنا لا أرى غير وجه الله
هل هو أنت!؟
قرأت البارحة ليلا، وقبل أن أنام، «هاملت» من أجلك أنت!؟
هل تعلمين لماذا؟
أنا أيضا لا أعرف
اليوم، وأنا في طريق العودة إلى البيت، مرت بذهني عدة أشياء، صور، كلمات، قصص، لحظات… ماذا نسمي هذا الشتات!؟
تصفحت باكرا، كالعادة، كمخبر بصاص! ورأيت صورة لك التقطها أحدهم وأنت في حال هذيان.. تأملتها كثيرا… في عيونك شيء ما .. أنا تأسرني النظرات، الرؤى، أحاول دائما أن أتفرس الغيب…
باختصار، لك ملامح تكاد تكون أحيانا مؤلمة بحق.. الألم بمعناه الخلاق والأنطلوجي…
ــ فقلت:
سأحتاج إلى مواهب، أفتقدها، كي أفهم معناك.. سأحتاج إلى لغة أخرى جريحة كي تخرج وخزة الرؤيا التي شدتني إليك..
سأحتاج إلى فهم جديد للعالم يا حب..
أقول أحبك… لكن بأي معنى!؟
أقول أحبك لكن بأية صيغة؟
هل يمكن أن ينضج حب في سبعة أيام!؟
قل لي أيها اللون الشبقي الذي يسكن الوردة؟
كم عدد حبات الفاكهة التي ستخرج من الجلنار.. قل لي..
يصعب علي أن أفهم.. لقد ضاع مني الفهم..
لكنني أحبك حبا موحشا، قاتلا، متلفا..
أحبك حب الحاضر.. وحب أمس..
ففي القلب شساعة تدخل الكون كله وتبحث عن المزيد..
الحب هو أن لا أحبك مرة أخرى..
الحب هو أن أحبك مرات من غير أن أحبك..
الحب هو هذا الإتلاف الغريب لأحوالي..