جطو يتوصل بردود رؤساء جامعات عرفت اختلالات وتلاعبات خطيرة
كريم أمزيان
وضع جل رؤساء الجامعات إجاباتهم في مكتب إدريس جطو، رئيس المجلس الأعلى للحسابات، الذي منحهم مهلة للرد على الاختلالات التي وردت في تقريره الأخير، باستثناء عمر حلّي، رئيس جامعة ابن زهر بأكادير، الذي لم يبعث ردّه بعد.
وكشفت مصادر مطلعة أن مسؤولي جامعة محمد الخامس بالرباط، وجامعة عبد المالك السعدي بطنجة، وجامعة الحسن الأول بسطات أعدّوا ردودا عن مختلف الخروقات والتلاعبات التي وردت في التقرير المذكور، الذي يوصف بـ«الأسود»، ومنها خروقات من قبيل تزوير دبلومات وشهادات جامعية، وتلاعبات من قبيل توزيع دبلومات بمقابل مالي خارج القانون، وقبول تسجيل طلاب لا يحملون شهادة الباكالوريا، وجمع أساتذة بين مهام التدريس الجامعي وممارسة مهن حرة.
وأشار التقرير، الذي (اطلعت «الأخبار» على نسخة منه)، إلى إصدار الجامعات المعنية دبلومات وطنية غير معتمدة من طرف الوزارة، واستبدال شهادات التكوين المستمر بشهادات وطنية بدون سند قانوني، استفاد منها مسؤولون في تعيينات عليا.
وأفادت مصادر من داخل رئاسة جامعة ابن زهر بأن رئيسها عمر حلّي بدأ اتصالاته ببعض المستفيدين من شهادات الماستر غير القانونية، يطالبهم بإرجاعها. ويدخل «التكتيك» الجديد للرئيس، حسب ما وصفته مصادر مقربّة منه، من أجل صياغة رده على تقرير المجلس الأعلى للحسابات، قبل نهاية المهلة القانونية المحددة في 20 شتنبر الجاري، علما أن جل رؤساء الجامعات أرسلوا أجوبتهم عن التقرير إلى مصالح وزارة التعليم العالي باستثناء جامعة ابن زهر، فيما هناك أنباء تتحدث عن إمكانية طلبه تمديد المهلة من طرف مسؤول الجامعة موجه إلى الوزارة بعد تأخره في الرد.
من جهة أخرى، بدأ رئيس جامعة ابن زهر بنشر إشاعات تحميل مسؤولية إصدار شهادات الماستر المعلومة للموظف السابق، الذي كان مكلفا بمصلحة الشهادات، والذي جرى تنقيله إلى جامعة الجديدة بشكل تعسفي، والضغط على زوجته لإجبارها على الاستفادة من التقاعد المبكر.
وأياما قليلة بعد نشر «الأخبار» مقالا حول «حرمان جطو رؤساء جامعات من العطلة الصيفية وتحذيرهم من السفر إلى الخارج، ومنحهم شهرين للرد عن خروقات تقرير «أسود» مع إمكانية إحالتهم على النيابة العامة»، سارع رئيس جامعة أكادير إلى كتابة تدوينة في صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، يزعم فيها أنه في عطلة خارج الوطن رفقة عائلته الصغيرة، كما تبين مجموعة من الصور التي (حصلت عليها الجريدة)، في الوقت الذي يؤكد مقربون منه أنه لم يغادر مكتبه طيلة العطلة، وشوهدت سيارته مركونة أمام مقر الرئاسة حين نشر تدوينته، وهو ما يدل، بحسب مصادر «الأخبار»، على الحالة التي أصبح يعيشها خلال الأيام الجارية.
وعلم من مصدر مطلع، أن رئيس جامعة أكادير لم يكتف بهذا فقط، بل لجأ إلى خدمات النقابة الوطنية للتعليم العالي، حيث أقنع المكتب الجهوي للنقابة بإصدار بيان مؤرخ في 24 غشت الماضي، للتنديد بـ «هزالة المناصب المالية المخصصة للجامعة»، علما أن الوزارة منحت الجامعة 34 منصبا ماليا لتوظيف الأساتذة، وهو عدد اعتبرته مصادر من وزارة التعليم العالي أكثر أهمية. وأشارت مصادر من داخل الجامعة إلى أن المشكل يكمن في طريقة توزيع المناصب بين المؤسسات، وهي مسؤولية رئيس الجامعة الذي استعمل معاييره الخاصة عوض اللجوء إلى مجلس الجامعة لتوزيعها، لكن المكتب الجهوي للنقابة، عوض أن يوجه خطابه للرئيس، فضل توجيه مدفعيته للوزير، بتحريض من رئيس الجامعة للضغط على حصاد الذي فتح عدة تحقيقات ضده، كما أن بيان النقابة صدر في عز العطلة الصيفية وجل أعضائه في سفر ولم يعقدوا أي اجتماع، ما جعل المصادر تتساءل كيف أصدروا بيانهم ضد وزير التربية الوطنية والتعليم العالي؟