برشيد : مصطفى عفيف
بعد أقل من 24 ساعة على تسليم السلطة بين الرئيس السابق للمجلس البلدي لمدينة برشيد والرئيس الجديد، انتفض العشرات من جزاري المدينة صباح أول أمس السبت، من خلال وقفة احتجاجية نظموها داخل المجزرة البلدية بالسوق الأسبوعي مع امتناعهم عن ذبح أبقارهم بالمجزرة، احتجاجا على الوضعية التي تعرفها هذه الأخيرة بسبب بنايتها المتقادمة والتي تنعدم فيها أبسط الشروط الصحية، وأهمها الماء، بعدما تملص المجلس السابق من وعوده تجاه الجزارين في توفير هذه المادة الحيوية والأساسية التي تفتقر إليها المجزرة بعد تقلص منسوب مياه البئر الرئيسي الذي يستعمله مهنيو الجزارة، ولم يبادر المجلس السابق إلى حل هذا المشكل، الذي انضافت إليه مشاكل أخرى، طفت على السطح في أول يوم من تولي المجلس الجديد تدبير شؤون المدينة .
الوقفة الاحتجاجية عجلت بانتقال رئيس المجلس البلدي الجديد ونوابه إلى عين المكان من أجل احتواء الأمر وامتصاص غضب المحتجين، الذين وجهوا انتقاداتهم إلى المجلس السابق، حيث دخل رئيس المجلس في حوار مع المهنيين، عبر فيه عن التزامه بحل المشكل، كما تمت الاستعانة بصهاريج لجلب المياه إلى المجزرة في انتظار حفر بئر جديد.
مشكل المجزرة البلدية لم يقتصر عند مشكل المياه، حيث أصبحت الأزبال والنفايات هي السمة البارزة للمجزرة، ناهيك عن خطر بيئي يهدد الذبائح وقد يتسبب في نقل البكتيريا، والمتمثل في وجود برك تتجمع بها المياه المستعملة في عملية الذبح، بالإضافة إلى انتشار الكلاب الضالة، والتي تتجول بين الذبائح والجزارين بكل حرية، كما أن اللحوم التي تذبح بهذه المجزرة لا تخضع للمراقبة البيطرية الصارمة بصفة مستمرة.
إضافة إلى ذلك، يقوم بعض الجزارين بذبح الأبقار وهي في وضع (الحمل)، حيث يتم إجهاض المواليد بوسط المجزرة وأمام الجهات المكلفة بالمراقبة التي غالبا ما تكتفي بالتفرج على ما يقع، إذ يكتفي المسؤولون في غالبية الأحيان بإسناد مهمة المراقبة لتقني تابع لمكتب حفظ الصحة، في وقت يتوفر فيه الإقليم على ثلاثة أطباء بيطريين مخول لهم المراقبة، كما أن عملية نقل اللحوم تتم من قبل أغلب الجزارين بوسائل خاصة كالسيارات العادية والدراجات (ثلاثية العجلات)، فيما تفتقر الشاحنة الخاصة بنقل اللحوم لأبسط الشروط الصحية، مما يشكل خطرا على صحة المواطن المستهلك بالدرجة الأولى.