شوف تشوف

الرأيالرئيسيةمجتمع

جريمة ختان البنات

بقلم خالص جلبي

 

 

كان الظن أن ختان البنات بالقضاء على الحياة الجنسية عندهن محصور في إفريقيا، ولكن قفزت المعلومات الجديدة لتقول إن الختان منتشر جدا في كردستان، ولا نعرف أين نكتشف غدا مناطق جديدة مجهولة، ما حرك الهيئات الإنسانية في منطقة كردستان لإعلان الحرب عليه، كما في إعلان حرب الله على الربا. فقد أظهر مسح قامت به وزارة حقوق الإنسان في كردستان، أن حوالي 40 في المائة من الفتيات والنساء في منطقة جمجمال، الواقعة بين مدينتي كركوك والسليمانية، تعرضن للختان، وكانت دراسة أجرتها جمعية وادي (وهي جمعية أهلية ألمانية- عراقية مشتركة)، تناولت منطقة أوسع ممتدة من مدينة أربيل إلى مدينتي السليمانية وكركوك، أظهرت أن نسبة الإناث اللواتي تعرضن للختان تصل إلى 70 في المائة!

في هذا الصدد أرسل إلي أخ فاضل يروي محنته الخاصة فقال:

«أنا من الذين تزوجوا من زوجة ختنت ختانا فرعونيا باسم العفة والطهارة، وما زالت إلى يومنا هذا تتألم من تلك العملية. فيا ليت قومنا يوقفون هذه الأفعال باسم الدين».

وفي خصوص هذا الختان الإجرامي للبنات، فقد عقد مؤتمر في القاهرة، قبل سنوات، بتنظيم وتمويل رجل من أرض الجرمان، لتخليص البنات من هذه العادة القبيحة، ولم يمر المؤتمر بدون مشاكل، فقد صرخ أحد الحاضرين إن هذه ضد ما اعتاده المجتمع، منذ أيام الفرعون بيبي الثاني. وقال ثان إنها مؤامرة ألمانية غذيت ومولت بيد الكفار! وزعق ثالث إنها تخريب وتدمير لأخلاق المرأة وعذريتها، ونسي أن الختان هو عين التشويه والتدمير، وفي القرآن أن أعظم علة تواجه عقل الإنسان، هي اتباع الآباء والتقليد، بدون علم ولا هدى ولا كتاب منير.

في هذا المؤتمر اجتمعت للنقاش وعلى مدى يومين شخصيات إسلامية معتبرة، لمناقشة هذه الفضيحة التاريخية، والتي تدشن أحيانا باسم الله، والله لا علاقة له بكل هذه الحروب، كما كان المشركون قديما يقولون: لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا، ولا حرمنا من شيء، فيتطوعون بحماس أن يكذبوا ثلاث مرات على الله، وعلى أنفسهم، وعلى آبائهم، كما روى لي طبيب عن شيخ له أن المرأة في عصرنا هذا ليست فقط ناقصة عقل ودين، بل لا عقل لها أصلا ولا دين. فلم يكن جوابي عليه سوى أنه يفتري على الله الكذب، فغضب وانتفض، وبدأ في هجوم شخصي علي مع رفع الصوت، ظنا منه أن ثخانة الحبال الصوتية تزيد الحجة عمقا.

وهو الحاصل في موضوع ختان المرأة الإجرامي، الذي يشوه جسد الأنثى، ويحرمها المتعة الجنسية، ويقودها إلى مضاعفات طبية تتدرج من التشويه والسلخ، مرورا بتسمم الدم، والتهاب الطريق البولية، وانتهاء بالموت نزفا أو التهابا.

ألا ساء ما يحكمون.

ومن نظم ذلك المؤتمر لم يكن مسلما ولا أزهريا، وهو ما أثار حنق شيخ أزهري معمم يومها؛ كيف يقوم ألماني بهذه المهمة، وهو ليس أزهريا معمما بطربوش ولحية، ولا خطيب جمعة مثله، وفات الشيخ الجليل، أن فاعلي الخير في العالم أكثر مما يتصور، وأن شمس الله تشرق على الأخيار والأشرار كما جاء في الإنجيل، وأننا حينما ننام ونقصر، فإن في مقدور العالم أن يفرز أناسا ليسوا مثلنا نائمين ومخدرين ومقصرين، وأن من ينام عن سنن الله؛ فإن سنن الله لا تنام عنه.

كل هذا وأكثر فات شيخ القنوات الفضائية المعمم المطربش! والمهم أن يقوم مؤتمر يجب أن ينعقد ليس هذه الأيام، بل منذ ألف عام بقدر نومة كهف العالم الإسلامي، حتى ساق الله هذا الرجل المتوقد الذي يبذل ماله لصيانة المرأة الإفريقية المستباحة.

كان السيد الألماني «روديغر نيهبيرغ Ruedeger Nehberg» هو من دافع عن المرأة، وزوجته «أنيتيه فيبر ـ Annette Weber»، لإنقاذ النساء من مخالب عملية جراحية إجرامية، تدشن باسم التقليد والعادات والدين والشيطان، وهي أسماء ما أنزل الله بها من سلطان.

ويقول الألماني «روديغر نيهبيرج» إنه نجح في استصدار فتوى من الأزهر ومفتي الديار المصرية، وإنه سيطبع كتابه الجديد في أربعة ملايين نسخة يوزعها في الخافقين، لقناعته أن كل نسخة قد تدفع في إقناع فحول الرجال أن يكفوا عن ممارسة هذه اللعبة الجهنمية على بناتهم.

ويقول التقرير الذي نشرته «أميرة العال» في مجلة «دير شبيغل» الألمانية، العدد 49، من عام 2006م إن عدد المشوهات من النساء يبلغ 140 مليونا، يضاف مليونان إلى البائسات منهن كل عام، وتختن كل يوم 6000 بنت عذراء بمشارط وشفرات وأمواس وخناجر. ونضيف لهذه الأرقام الكرديات البئيسات من كردستان.

جاء في الحديث الصحيح أن إبراهيم عليه السلام اختتن وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم، ولكن لم يرد أن إبراهيم ختن سارة وهاجر.

ونحن نعرف في الطب أن ختان الرجل بركة وراحة ومتعة وخلاص من أمراض شتى، بما فيها الإيدز، كما جاء من إحصائيات درست في إفريقيا على رجال مختونين وغير مختونين. ولكن ختان المرأة هو اللعنة، وهو يمحق البركة ويطفئ المتعة ويذهب بالجسم تشوهات شتى.

نافذة:

كان السيد الألماني «روديغر نيهبيرغ Ruedeger Nehberg» هو من دافع عن المرأة وزوجته «أنيتيه فيبر ـ Annette Weber» لإنقاذ النساء من مخالب عملية جراحية إجرامية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى