أثار قرار تفويت بناية النادي النسوي، والمعروف بدار كديرة، الموجود بشارع العلو الجواري، لإحدى الجمعيات الخاصة بالمدينة العتيقة بالرباط، غضبا في أوساط باقي جمعيات المجتمع المدني بالمدينة، والتي راسلت وزارة الشباب والثقافة والتواصل طلبا لتوضيح والحصول على معلومة حول خلفيات تفويت المقر المذكور. وقالت الجمعيات المعنية إنه تم «بطريقة غير مفهومة وغير واضحة»، حسب مراسلة (تتوفر «الأخبار» على نسخة منها)، والتي أشارت إلى أن «هذا المقر عرف ترميما واسعا سهرت عليه السلطات المحلية التي أعادت تأهيله لغرض استعماله في أنشطة مختلفة تستفيد منها جمعيات المجتمع المدنية للمدينة العتيقة بالرباط التي لا تتوفر على مقرات للقيام بأنشطتها الثقافية والسوسيو اجتماعية»، توضح الجمعيات التسع الموقعة على المراسلة. وأضافت الهيآت الغاضبة أن «جمعيات المجتمع المدني التي تشتغل على محاربة الهشاشة لدى فئات عديدة من سكان المدنية العتيقة في مقدمتها الأطفال والشباب، كانت قد تقدمت إلى الوزارة بطلبات من أجل منحها مقرات للاشتغال، لكنها تفاجأت بتفويت هذا المقر بطريقة سرية وغير مفهومة لجمعية تعنى بالموسيقى الأندلسية رغم أن المدينة العتيقة تتوفر على أحد أعرق معاهد الموسيقى وهو معهد مولاي رشيد »، حسب الجمعيات التي وجهت مراسلتها إلى الوزارة الوصية عبر مفوض قضائي، وقالت إنها ستواكب متابعة هذا الملف، وسلك المساطر القانونية من أجل «الوقوف على أي اختلالات أو شبهات حوله».
من جانبه، قال إدريس الرازي، رئيس مجلس مقاطعة حسان بالرباط إن «الجمعيات المحلية بالمدينة العتيقة كانت قد عقدت لقاءات مع الجماعة حول مساهمة المجلس في دعم العمل الاجتماعي لتلك الجمعيات عبر الترافع من أجلها بغرض تخصيص مقرات لها داخل المدينة العتيقة، وعلى الخصوص دار الشباب التي تحتضن أنشطتها»، موضحا في اتصال هاتفي مع «الأخبار» أن «تلك الجمعيات قدمت عددا من المقترحات التي ستعمل عليها الجماعة بغرض النهوض بالعمل الجمعوي في المدينة العتيقة»، مضيفا بخصوص المقر أن «المقاطعة لا تتوفر على معطيات بشأنه وهو ليس من ممتلكات المقاطعة، لذلك لا نعلم تفاصيل حول تفويته».
النعمان اليعلاوي
