محمد السليماني
أثار إحداث «مركز الابتكار التربوي» بالعيون موجة غضب واحتقان داخل منظومة التربية والتكوين بجهة العيون- الساقية الحمراء، خصوصا وأن هذا المركز التابع لقطاع التربية الوطنية تحول إلى جمعية مدنية يسيرها مسؤولون بالأكاديمية الجهوية.
وبحسب المعطيات، فإن هذا المركز لا يوجد له موقع ضمن هيكلة الأكاديمية الجهوية، ولا يوجد مرسوم لإحداثه، رغم الاهتمام المتزايد به في العيون. وقد دخلت أخيرا مكاتب جهوية لثلاث نقابات على خط هذا المركز الجديد، بعدما اكتشفت ما أسمته «الاهتمام الزائد عن حده بهذا المركز الذي أضحى إقامة دائمة لمدير الأكاديمية لتدبير القطاع التعليمي، ما يطرح السؤال حول جدوى وجود مكاتب للمدير مغلقة ببنايتين، صرفت بخصوصهما أموال طائلة من المال العام». كما تساءل التنسيق النقابي لكل من الجامعة الوطنية للتعليم (التوجه الديمقراطي)، والجامعة الحرة للتعليم، والنقابة الوطنية للتعليم عن «مدى قانونية الشراكات المبرمة بين الجمعية المسيرة للمركز من جهة، والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين من جهة أخرى في ظل وجود حالة التنافي».
وسجل التنسيق النقابي بأسف «استغلال الموارد البشرية للأكاديمية الجهوية وتجهيزاتها اللوجستيكية في أنشطة الجمعية»، التي استفادت من شراكات مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بولاية العيون لمدة ثلاث سنوات، من أجل تجهيز المركز وتسييره.
وبحسب مصادر متتبعة للشأن التربوي بالعيون، فإن إحداث جمعية «الابتكار التربوي»، التابعة للأكاديمية الجهوية للعيون، قد أغلق باب العمل والاستفادة من الشراكات والحصول على الدعم في وجه مؤسسات أخرى أحدثتها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، من أجل تنشيط الحياة المدرسية والمهنية والابتكار بالجهة، كما هو الشأن بالنسبة لمؤسسات التفتح الفني والأدبي، والمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، بحيث أصبح مركز الابتكار يحصل على الدعم المالي، ويقوم بأنشطة من صميم اختصاصات هذه المؤسسات. كما أن قيام هذا المركز المسير من قبل أطر بالأكاديمية الجهوية، بتقديم تكوينات لعدد من المقبلين على مباراة أطر الأكاديميات، يثير الكثير من الشبهات، خصوصا وأن مسؤولي الأكاديمية يفترض فيهم الحياد والحرص على تكافؤ الفرص بين جميع المتبارين.
واستنادا إلى المعطيات، فإن مقر مركز الابتكار قد أحدث على أنقاض مقر كان عبارة عن «نقطة القراءة» توجد بالقرب من ثانوية محمد الخامس التأهيلية، غير أنه تم التخلي عن القراءة، وتم تحويل المقر إلى مركز الابتكار الذي أضحى يتكون من قاعات للعروض، وثلاث إقامات، وأنشئت جمعية لتسييره والعمل به من أطر تابعة للأكاديمية.