النعمان اليعلاوي
عاد الجدل بقوة من جديد حول إلغاء شعيرة الأضحية خلال عيد الأضحى المقبل، فيما أعلن أحمد البواري، وزير الفلاحة والصيد البحري، عن إطلاق إحصاء عام لقطيع الماشية الوطني، بهدف تحديد العدد الإجمالي للماشية على مستوى جميع جهات المملكة. موضحا أن هذه العملية ستتيح للوزارة الوقوف على جميع التفاصيل المرتبطة بتربية الماشية، بما في ذلك تقييم القدرة الإنتاجية للمربين لتلبية الاحتياجات الوطنية. وأكد أن نتائج الإحصاء ستساعد الوزارة على إعداد برنامج عملي وواقعي، سيتم إشراك النواب البرلمانيين فيه لمعالجة أي اختلالات محتملة.
من جانبه، وصف مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة، الأخبار المتداولة بشأن إلغاء عيد الأضحى بأنها «سابقة لأوانها». وأوضح في ندوة صحفية أعقبت اجتماعا لمجلس الحكومة أن «الفترة القادمة ستشهد تغييرات وتطورات مهمة»، مؤكدا أن الحكومة تبذل جهودا مكثفة لإيجاد حلول عملية لهذا الملف.
وبدوره، دعا فوزي لقجع، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، إلى وقف استهلاك اللحوم وذبح إناث الأغنام، بهدف تمكين المغرب من استعادة قطيعه الوطني، وتحقيق التوازن في أسعار اللحوم. وأكد لقجع، خلال لقاء مطول مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب انعقد، الأربعاء الماضي، أن اتخاذ هذه التدابير يعد خطوة أساسية لتجنب تضييع الجهود الحالية وإيجاد حلول دائمة للوضع، مشددا على أن التدابير المتخذة مثل استيراد اللحوم تظل إجراءات مؤقتة، ما لم يتم التركيز على إعادة بناء القطيع الوطني. وأشار إلى أن استقرار الطلب في ظل تراجع العرض يؤدي بشكل طبيعي إلى ارتفاع الأسعار، وهو ما يفرض العمل على تعزيز العرض المحلي من خلال التوقف عن ذبح إناث الأغنام، التي تعد أساسية لتجديد القطيع بواقع 1,5 خروف لكل نعجة.
وأكد لقجع أن نجاح هذه الجهود يستلزم تعاون جميع الأطراف المعنية، مع التركيز على الحلول المستدامة التي تضمن تحقيق الأمن الغذائي واستقرار الأسواق، مع التوضيح بأن مقترحاته تأتي في إطار رؤية شاملة، دون المساس باختصاصات وزارة الفلاحة.
