كلميم: محمد سليماني
تحولت منطقة الشاطئ الأبيض بكلميم، منذ يوم الأحد الماضي، إلى قبلة لعدد كبير من المواطنين، وصائدي الأحجار النيزكية، وذلك عقب تداول سقوط نيزك من الفضاء الخارجي للأرض بالمنطقة.
واستنادا إلى مصادر متطابقة، فقد حج مئات الأشخاص إلى الشاطئ الأبيض، بعدما حول ضوء أبيض ليل المنطقة إلى نهار يوم السبت الماضي، والذي من المرجح، حسب المصادر، أن يكون عبارة عن شهاب لحجر نيزكي قد يكون سقط من أحد الكواكب الخارجية. وتتبعت العيون بالمنطقة مسار الضوء إلى حين اختفائه بمنطقة الشاطئ الأبيض غرب إقليم كلميم. وما هي إلا ساعات قليلة حتى انتشر خبر الضوء اللامع الذي أضاء المنطقة، وكان مساره بارزا للعيان، وتبادل الباحثون عن الأحجار النيزكية أخباره، ومساره، وطريقة سقوطه، حتى ظهرت في صباح اليوم الموالي للسقوط مجموعة من السيارات رباعية الدفع بالمنطقة، والتي تحمل عددا كبيرا من الأشخاص الذين انتشروا في منطقة صحراوية تابعة لنفوذ جماعة الشاطئ الأبيض، بحثا عن الحجر النيزكي المفترض.
وبحسب المعلومات، فإنه إلى حدود اللحظة لم يتم العثور على أي شيء بخصوص هذا الحجر النيزكي المحتمل، حيث إن الباحثين عنه لا يزالون يواصلون الليل بالنهار بحثا عما يقودهم إليه، رغم أنهم تحركوا في مناطق عديدة بالمنطقة يرجح أن يكون قد سقط فيها. من جهة أخرى، تشير بعض المصادر إلى أن الضوء القادم من خارج الغلاف الجوي للأرض، قد يكون قد سقط في البحر، على اعتبار منطقة الشاطئ الأبيض هي منطقة متاخمة للبحر. ويؤكد بعض سكان المنطقة هذه الفرضية، خصوصا وأنه لم يسمع أي صوت، أثناء اختفاء الضوء الناري، ذلك أنه لو سقط على الأرض فإنه سيسمع صوت للانفجار، سيما وأن الشهاب الناري كان كبيرا وبارزا بشكل واضح للعيان.
إلى ذلك، تحولت عدة مناطق بالأقاليم الجنوبية وبالجنوب الشرقي للمملكة خلال السنوات الأخيرة إلى قبلة مفضلة ومغرية للباحثين عن شظايا النيازك، خصوصا بعدما أيقن هؤلاء أنها تجارة مربحة، وتدر على أصحابها أموالا طائلة في ظرف وجيز جدا. وبرزت هذه التجارة بشكل كبير، منذ سقوط حجر نيزكي من كوكب المريخ صيف سنة 2011 بمنطقة تسينت بإقليم طاطا، والذي بِيع الغرام الواحد منه بما يتجاوز 5000 درهم. وعثر عدد كبير ممن حجوا آنذاك إلى المنطقة من مدن وأقاليم بعيدة على شظاياه، فانتقل البعض من الفقر المدقع إلى الثراء الكبير، الأمر الذي أدى إلى ظهور وتنامي هذه التجارة المربحة.