فاس: محمد الزوهري
عادت جحافل البعوض من جديد لتقضّ مضاجع سكان الكثير من الأحياء السكنية بمدينة فاس، نتيجة الاجتياح الملحوظ لهذه الحشرة، خلال الآونة الأخيرة، الذي طال أغلب الأحياء السكنية، خاصة منها تلك التابعة لمقاطعات المرينيين وزواغة وسهب الورد.
وتبدو سحابات من البعوض كثيفة وهي تخيم مع بداية المساء وإلى ساعات متأخرة من الليل على الأحياء السكنية، معلنة «هجوما لاذعا» على الساكنة، دون أن تعمد مصالح حفظ الصحة على مستوى الجماعة الحضرية والمقاطعات، إلى محاربة هذه الحشرة، التي وجدت في مجموعة من المستنقعات الآسنة داخل المدار الحضري وبجواره، فضاءً رحبا للتفريخ.
واعتادت مصالح حفظ الصحة، مع بداية فصل الصيف، على استعمال المبيدات التي غالبا ما تُرصد لها ميزانية مهمة كل سنة ويصادق عليها المجلس الجماعي للمدينة، لتأمين ظروف صحية للمحيط البيئي ومنع تكاثر الحشرات، من خلال القيام بحملات واسعة لرش المبيدات على أشجار التصفيف وتصريف برك المياه الملوثة المتواجدة بمنطقتي الدكارات ووادي فاس، وذلك في مسعى للقضاء على مصدر الحشرات.
وحسب عزيز المختاري، فاعل جمعوي مهتم بالحقل البيئي بحي زواغة، فإن «برك المياه الراكدة الناجمة عن التصريف العشوائي لمياه الصرف الصحي لا زالت على حالها، في حين لوحظ إحجام المصالح ذاتها عن استعمال المبيدات في الكثير من المواقع الملوثة، أو تم استعمال مبيدات دون فعالية كافية خلال بداية فصل الصيف الحالي، فضلا عن إغفال الأشجار والنباتات الموحشة التي نمت بمحاذاة هذه البرك الآسنة، وعدم إفراغ مجموعة من المطارح العشوائية المنتشرة في كل مكان، ما يفتح المجال لتكاثر الحشرات، وظهور مختلف الأمراض المرتبطة بالحساسية».