إنزكان: محمد سليماني
عثرت عناصر الوقاية المدنية بمدينة إنزكان، صباح أول أمس، على بقايا جثة متفحمة وسط سوق المتلاشيات بالمنطقة الجنوبية بإنزكان، وذلك بعد السيطرة على الحريق الذي شب في السوق، ليلة الثلاثاء الماضي.
واستنادا إلى المعطيات، فقد دخلت عناصر الوقاية المدنية والسلطات المحلية والقوات المساعدة إلى عمق السوق، للتأكد من إخماد النيران في كل أجزائه، والقيام بعمليات تمشيطية في مختلف أرجائه، قبل أن تعثر على بقايا جثة متفحمة، ليتم إخطار أفراد الشرطة بالمنطقة الإقليمية لإنزكان بالموضوع، حيث حضرت عناصرها، وقامت بتحويل الجثة المتفحمة إلى المركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني للقيام بتشريحها، قصد التعرف على هوية صاحبها.
وتتواصل داخل السوق عمليات البحث عن ضحايا محتملين، رغم صعوبة الأمر، حيث إن السوق تغيرت ملامحه، وانهارت كل بناياته العشوائية، وتكدست المتلاشيات بعضها فوق بعض.
وكان هذا السوق الذي يضم سوق الدجاج وسوق المتلاشيات، وسوق الأفرشة، وسوق الخضر وبعض محلات الحلاقة وبيع المواد الغذائية والملابس المستعملة، قد التهمته النيران، ليلة الثلاثاء المنصرم، على حين غرة، حيث تحول إلى رماد في لحظات قليلة. ورغم حضور رجال الإطفاء والسلطات المحلية والإقليمية وأفراد القوات المساعدة إلى عين المكان، إلا أن النيران كانت قد تمكنت من الانتشار بالسوق، والامتداد عبر كل أجزائه. وما زاد من صعوبة الوضع، هو وجود قنينات الغاز داخل المحلات التجارية بالسوق، حيث كلما التهمت النيران إحداها تنفجر وتتطاير أطرافها إلى مختلف أركان السوق، كما ساهم هبوب رياح قوية بالمنطقة في انتشار النيران وصعوبة التصدي لها. ولم تتمكن عناصر الإطفاء من السيطرة على الحريق، الذي اعتبرته مصادر متطابقة بعين المكان أنه أكبر حريق يتعرض له سوق المتلاشيات في تاريخه، إلا في اليوم الموالي، بعد مجهودات مضنية وعمليات تدخل كبيرة. ولم تعرف إلى حدود الساعة أسباب هذا الحريق، والذي تشير بعض الإشارات الأولية إلى استعمال مواد قابلة للاشتعال داخل السوق.
جدير ذكره أن سوق المتلاشيات بإنزكان يعيش على إيقاع الفوضى وعدم التنظيم، كما أن البناء داخله عشوائي بشكل كبير، حيث إن التجار يقومون بمراكمة السلع المتلاشية أمام محلاتهم، ما يعرقل الحركة والمرور داخل هذا الفضاء، كما أن وجود مواد قابلة للاشتعال، كان خطرا يهدد السوق ويضع ممتلكات التجار على كف عفريت. وبناء على هذه المخاوف، وبسبب حرائق سابقة نشبت في هذا السوق، وبعد مفاوضات ماراطونية، وشد وجذب، تمكنت السلطات الإقليمية لإنزكان، قبل أشهر، بناء على اتفاقية خماسية الأطراف تضم كلا من عمالة إنزكان، ومجلس جهة سوس ماسة، والمجلس الإقليمي لإنزكان وجماعة إنزكان وجمعيات المهنيين، من تشييد سوق جديد قصد إيواء تجار المتلاشيات، وإفراغ السوق الحالي. وتسير عمليات بناء السوق الجديد على قدم وساق، كما تم خلال شهر مارس الماضي إجراء عملية القرعة لتوزيع المحلات على ممتهني تجارة المتلاشيات بهذا السوق.