طانطان: محمد سليماني
عاشت مدينة طانطان مساء يوم أول أمس الأحد حالة استنفار قصوى وغير مسبوقة، بعد العثور على جثة شاب داخل كيس بلاستيكي بالقرب من مسجد علي بن ابي طالب، المعروف بمسجد الغابة بالحي الجديد.
وقد عاينت «الأخبار» تجمع المواطنين لمتابعة فصول تفكيك لغز هذه الجريمة التي هزت سكون المدينة، حيث حضرت مختلف الأجهزة الأمنية والقوات المساعدة والنيابة العامة.
وبحسب المعطيات، فإنه تم تفكيك لغز هذه الجريمة، والتعرف على المتهم بعد أقل من ساعة من العثور على الجثة التي تم التعرف أيضا على صاحبها، والذي ليس سوى قاصر يبلغ من العمر حوالي 16 سنة، وهو معروف بتعاطيه المخدرات، كما يتسول باستمرار قرب مؤسسة بنكية وبالقرب من محطة سيارات الأجرة «الوطية».
وتعود تفاصيل هذه الجريمة بحسب مصدر مطلع إلى قيام المتهم بالتخلص من الكيس البلاستيكي الأسود بالزنقة الفاصلة بين مسجد علي بن أبي طالب وسور ثانوية محمد الخامس التأهيلية، على اعتبار أن المكان يكون خاليا من المارة، ما عدا تلاميذ الثانوية، ولأن اليوم كان يوم أحد فإن المكان يكون خاليا، لذلك قرر المتهم التخلص من الجثة هناك، كما أنه اختار وقت ما بعد صلاة العصر، حيث يكون المسجد أيضا قد فرغ من المصلين، كما أنه اختار مكانا بعيدا جدا عن مقر سكناه، من أجل التمويه.
واستنادا إلى المصدر، فإن المتهم استقدم الضحية إلى منزله بزنقة أولاد دليم بشارع محمد الخامس لغاية ما تزال غير معروفة، إلا أنه بعد مدة سمعت إحدى الجارات أصوات الصراخ يخرج من منزل المتهم، فأخبرت الجارة زوجها بأن صراخا غير معهود سُمع ببيت المتهم المتزوج من امرأة منقبة، فما كان من زوجها إلا أن جلس متخفيا قرب نافذة منزله، حيث ظهر له بعد لحظات المتهم يخرج من منزله مسرعا، ليعود إليه بعد لحظات، كما خرج مرة ثانية حيث استقدم سيارة نقل «هوندا»، واستخرج من منزله كيسا بلاستيكيا يبدو ثقيلا، حيث وضعه داخل السيارة، وانطلق نحو وجهة مجهولة. في هذه الأثناء، قام الجار باستخراج دراجته النارية، وتقفى آثار السيارة بين شوارع وأزقة المدينة، حيث توقفت بالقرب من مسجد علي بن أبي طالب بالحي الجديد، ونزل منها المتهم، وأنزل الكيس البلاستيكي ووضعه فوق الرصيف، وانتظر قليلا حتى بدا له المكان خاليا وانصرف بسرعة تاركا الجثة وراءه. وبحسب المصدر، فإن جاره المُشْعِر الذي اقتفى آثاره، ربط في الحين الاتصال بأحد معارفه من رجال الشرطة، إلا أن هذا الأخير لم يكن يجيب على الهاتف، فما كان منه إلا أن اتصل بأحد رجال شرطة المرور، وأشعره بمكان وجود كيس مشبوه، حيث حل هذا الأخير بعين المكان، وتم إخبار مختلف المسؤولين الأمنيين الذين حلوا فورا بعين المكان، فقاموا بفتح الكيس، حيث وجدوا جثة الضحية، وتعرفوا على صاحبها، نظرا لكونها لم تكن تحمل أي آثار للضرب أو الجرح أو أي علامة تدخل على تبادل الضرب أو آلة حادة. بعد ذلك أخبرهم المُشْعِر بمن وضع الكيس، وكيف أتى به، ومكان سكناه، حيث تحركت على الفور فرقة أمنية إلى عين المكان حيث اعتقلت المتهم الذي اعترف بالمنسوب إليه فورا، وتم اقتياده إلى مركز الشرطة للتحقيق معه في ملابسات ودوافع هذه الجريمة النكراء، إذ اعترف أنه حاول هتك عرض الضحية، فقاومه هذا الأخير، وتشاجرا فقتله.
إلى ذلك، فقد تم إيداع الجثة مستودع الأموات في انتظار نقلها نحو التشريح الطبي لتحديد أسباب الوفاة.