شوف تشوف

الرأيالرئيسيةسياسية

ثنائي بايدن ترامب باق

 

مقالات ذات صلة

 

حسن مدن

 

في السياسة تصعب التكهنات، مهما بُنيت على وقائع ومعطيات ومؤشرات وازنة، فما أكثر ما تأتي التطورات مخالفة لما جرى توقعه. ما من عالم سريع التحرك، شديد التقلب، كما السياسة، فيمكن لحدث كبير غير متوقع، وأحيانا صغير، أن يحدث تحولا في مسار، كان الجميع يتوقع أن الأمور ذاهبة إليه. ولعل الزعيم البريطاني الشهير تشرشل هو قائل عبارة تفيد بأن السياسي المحنك هو من يمتلك القدرة على توقع الآتي، شريطة أن يمتلك القدرة على «تبرير» لماذا لم يحدث ما توقعه.

نبدأ بهذا للقول إن من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، الجزم بما إذا كانت الانتخابات الرئاسية الأمريكية في العام القادم، ستكون، في النهاية، سباقا بين الرئيس الحالي الديمقراطي جو بايدن وسلفه الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب، لكن حكما من كل المعطيات التي يراها المحللون والمتابعون، فإن الأمر سيكون كذلك على الأرجح.

رغم كل ما بات معروفا عن أثر العمر الكبير على أداء بايدن، وتعثراته المستمرة، وزلات لسانه، ونسيانه وسواها، فلن تكون مهمة يسيرة أمام الحزب الديمقراطي استبداله بمرشح رئاسي آخر، إلا إذا حدث تطور دراماتيكي في صحته، وهذا ليس أكثر من احتمال، وبالتالي، فالمرجح أنه سيبقى مرشح الحزب القادم أيضا.

في حال ترامب يبدو الأمر أكثر تعقيدا، لكن كل استطلاعات الرأي تذهب إلى أنه المرشح الأقوى للفوز بترشيح الجمهوريين للسباق الرئاسي، أمام تصاعد شعبيته المستمر، في ظل الموجة الشعبوية التي تجتاح أمريكا والغرب عامة، والميالة لتحبيذ هذا النوع من الخطاب الذي يتبناه ترامب، وتلقى صدى واسعا دعوته إلى التركيز على الداخل الأمريكي، و«تحرير» أمريكا من أعباء والتزامات عسكرية ومالية خارجية هي في غنى عنها.

خضع ويخضع ترامب في الفترة الأخيرة إلى عدة محاكمات في قضايا مختلفة، وفي مختلف الولايات، وإليه وجهت عدة تهم، أخطرها الأخيرة، المتمثلة في ممارسة الضغوط لتغيير نتائج الانتخابات السابقة التي خسرها لصالح بايدن، والرأي السائد أن صدور الأحكام في هذه القضايا سيتأخر حتى عشية، وربما غداة، موعد الانتخابات القادمة، ويرمي ترامب خصومه الديمقراطيين بتهمة أنهم، بالملاحقات القضائية المتواصلة ضده، يرمون إلى الحيلولة دون ترشحه للانتخابات القادمة، ويؤكد تصميمه على مواصلة التحدي وعدم التراجع عن ذلك، حتى لو انتهى الأمر به بإدارة حملته الانتخابية وهو سجين، ويظهر ترامب براعة في توظيف هذه المحاكمات لصالحه، فهي، بالفعل، ترفع من شعبيته، حين تظهره في صورة «الضحية» لا «المتهم».

علينا، إذن، أن نرى بأن معركة الثنائي بايدن – ترامب باقية، وهي معركة قد تحدد صورة أمريكا القادمة.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى