مرة أخرى، تطيح مصالح الأمن الوطني بولاية أمن مراكش بعصابات إجرامية متخصصة في ترويج الأقراص الطبية المخدرة بعد تحصيلها من صيدليات عبر وصفات طبية بعضها مزورة، وأخرى تحمل أختام أطباء يجري البحث حاليا لتحديد هوياتهم والتأكد من صحة توقيعاتهم وأختامهم الرسمية.
وأكدت مصادر جد مطلعة أن فرقة خاصة من المصلحة الولائية للشرطة القضائية تعقبت ثلاثينيا مشتبها في قيامه بترويج أقراص «القرقوبي» وسط أحياء شعبية بمدينة مراكش، قبل أن تسفر عملية البحث عن تورطه في تزوير وصفات طبية من أجل الحصول على كميات كبيرة من الحبوب المخدرة الموجهة للعلاج الطبي، قبل ترويجها بأحياء مراكش، وحي سعادة تحديدا، حيث تم إيقافه وإخضاعه للبحث.
وأكد مصدر رسمي لـ«الأخبار» أن عناصر فرقة مكافحة العصابات بولاية أمن مراكش تمكنت، مساء السبت الماضي، من إيقاف شخص من ذوي السوابق القضائية، يبلغ من العمر 33 سنة، وذلك للاشتباه في تورطه في قضية تتعلق بتزوير وصفات طبية واستعمالها في اقتناء وترويج الأقراص الطبية المخدرة.
ويضيف المصدر نفسه أن إيقاف المشتبه فيه تم خلال عملية أمنية بحي «سعادة» بمدينة مراكش، بعد محاصرته وهو في حالة تلبس بترويج المخدرات والأقراص الطبية المخدرة، حيث أسفرت عملية الجس الوقائي التي أخضع لها عن حجز عدة صفائح من مخدر الشيرا و30 قرصا طبيا مخدرا معدا للترويج.
وأوضح المصدر أن عملية التفتيش التي أنجزتها عناصر الشرطة القضائية بمنزل المشتبه فيه مكنت من حجز 1920 قرصا طبيا مخدرا إضافيا من عدة أنواع، وكيلوغرام واحد و530 غراما من مخدر الشيرا، فضلا عن حجز العشرات من الوصفات الطبية المزورة التي تحمل أسماء وأختاما لأطباء يجري حاليا التحقق من مصدرها وملابسات حيازتها واستعمالها، بالإضافة إلى حجز عدة أسلحة بيضاء ومجموعة من الهواتف النقالة.
وتم الاحتفاظ بالمشتبه فيه تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي تجريه المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمراكش تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك لتحديد باقي الامتدادات المحتملة لهذا النشاط الإجرامي.
وارتباطا بظاهرة استغلال الوصفات الطبية الرسمية والمزورة في الحصول على الأقراص المخدرة، وإعادة ترويجها وسط الشباب، كانت المصالح الأمنية بالعديد من ولايات الأمن بالمملكة أحالت عشرات المتهمين، بينهم صيادلة ومساعدون لهم، على النيابة العامة المختصة، بعد تورطهم في تمكين بارونات ومروجي «القرقوبي» وأشخاص ذاتيين من الأقراص الطبية المخدرة. وسبق للجريدة أن تفردت بنشر تفاصيل محاكمات وقضايا راجت بمحكمة الاستئناف بالرباط والمحاكم الابتدائية التابعة لها، تورط فيها صيادلة وأطباء وموظفون بشركات متخصصة في صنع الأدوية وحراسة مواقع تخزينها، وكذا أشخاص من ذوي السوابق القضائية قاموا بتزوير وصفات طبية بأختام مزورة، وإغراق الأحياء والملاهي الليلية ومحيط الملاعب الرياضية والمؤسسات التعليمية بالحبوب الطبية المخدرة.