طنجة: محمد أبطاش
أفادت مصادر مطلعة، بأن عناصر الأمن الوطني بمطار ابن بطوطة بمدينة طنجة، تمكنت يوم الثلاثاء المنصرم، من توقيف مواطن إسباني يبلغ من العمر 44 سنة، كان يشكل موضوع أمر دولي بإلقاء القبض صادر في حقه من طرف السلطات القضائية بدولة أندورا. وقد جرى توقيف المعني بالأمر مباشرة بعد وصوله على متن رحلة جوية قادمة من إسبانيا، حيث أظهرت عملية تنقيطه بقاعدة بيانات المنظمة الدولية للشرطة الجنائية «أنتربول»، أنه مبحوث عنه على الصعيد الدولي بموجب نشرة حمراء، صادرة بطلب من المكتب المركزي الوطني بأندورا، وذلك لتنفيذ عقوبة سجنية صادرة في حقه.
وحسب المصادر فيشتبه في ارتباط الأجنبي الموقوف بشبكة إجرامية نفذت عمليات للتهريب الدولي للكوكايين والحشيش والإكستازي وللمخدرات التركيبية «Méthamphétamines»، كانت تنشط ما بين إسبانيا وأندورا، علاوة على قيامها بتبييض الأموال المتحصلة من هذا النشاط الإجرامي.
وقد تم إخضاع المشتبه فيه لإجراء الوضع تحت الحراسة النظرية في انتظار إحالته على النيابة العامة المختصة، بينما تم تكليف المكتب المركزي الوطني «مكتب أنتربول الرباط»، التابع للمديرية العامة للأمن الوطني، بإشعار نظيره بدولة أندورا بواقعة التوقيف على ذمة مسطرة التسليم. ويأتي توقيف المشتبه فيه في سياق التزام المصالح الأمنية المغربية بتفعيل آليات التعاون الأمني الدولي، خصوصا ملاحقة وإيقاف الأشخاص المبحوث عنهم على الصعيد الدولي في قضايا الجريمة العابرة للحدود الوطنية.
إلى ذلك، تجري تحقيقات على نطاق واسع، للبحث عن إمكانية كون الموقوف، جاء للمغرب، بحثا عن صفقات جديدة للمخدرات، أو وجود عمليات استهداف لأباطرة آخرين، في إطار تصفية للحسابات، حيث غالبا ما يتم إخضاع هؤلاء لتحقيقات مطولة، من شأنها تفادي إراقة الدماء بين المهربين، على غرار عدة قضايا تفجرت بسبب مرور مثل هؤلاء المبحوث عنهم دوليا عبر المطارات، وكان أبرزها القضية التي هزت مدينة مراكش خلال السنوات الماضية بفعل إطلاق الرصاص بين مهربين وقتلة مأجورين أجانب بسبب تصفية للحسابات حول ملفات للكوكايين. ولم تخف المصادر أن الموقوف، الذي قدم من إسبانيا، سيكشف عن تفاصيل زيارته للمغرب، والوجهة التي كان سيتجه إليها، خاصة وأن تحركاته بين الدول المعنية، معروفة بتواجد مافيات للتهريب بشكل كثيف ولها صلة ببقية الكارتيلات على المستوى الدولي، سيما بأمريكا اللاتينية وكذا شبهات التهريب النشيط بدول الاتحاد الأوروبي.
