النعمان اليعلاوي
ما زال مشروع إنجاز عدد من المرائب تحت الأرضية بمدينة الرباط، يراوح مكانه بعد سنوات على التأشير عليه من طرف مجلس المدينة وولاية الرباط، الشريكين في وكالة الرباط الجهة للتهيئة. ويتعلق الأمر بإنجاز مرأبين تحت أرضيين بشارع محمد الخامس، المرأب الأول بساحة البريد (ما بين مكتب البريد المركزي وبنك المغرب)، والثاني وسط الشارع، ما بين محطة القطار وساحة مسجد السنة، وقد كشفت مصادر مطلعة من داخل مجلس مدينة الرباط عن غياب المشروعين عن اهتمامات المجلس الحالي، الذي توجد على رأسه أسماء غلالو، من حزب التجمع الوطني الأحرار، موضحة أنه “كان من المفروض أن يتم عرض المشاريع المتوقعة داخل المدينة، خلال الدورة السابقة، لتقديم معطيات للمستشارين بشأنها، ورفع اللبس والغموض اللذين يلفان مصيرها، وهو الأمر الذي لم يحدث”.
في السياق ذاته، أشارت المصادر إلى أنه “على الرغم من كون شركة “رابا إيموبيلتي” هي المعنية بوضعية تلك المشاريع، إلا أن مجلس مدينة الرباط معني بدوره بها، على اعتبار أنه ممثل في مجلس إدارة الشركة، ومن الشركاء الموقعين على اتفاقية إنجاز تلك المشاريع، بغلاف مالي جاوز الثلاثة ملايير سنتيم، في إطار تنفيذ بنود الاتفاقية الإطار المتعلقة بالبرنامج المندمج للتنمية الحضرية لمدينة الرباط، “الرباط مدينة الأنوار، عاصمة المغرب الثقافية”، خاصة المادة السابعة منها التي تهم تعزيز وتقوية البنية التحتية والشبكة الطرقية، والمتضمنة إنجاز مواقف سيارات تحت أرضية، بهدف تحسين حركة السير والجولان، وضمان مراكن إضافية لوقوف العربات.
في هذا السياق، أوضح عمر الحياني، عضو مجلس المدينة، عن فيدرالية اليسار، أن “المجلس السابق كان قد عرض سنة 2021 نقطة إحداث مرأبين تحت أرضيين، من أجل التصويت خلال دورة عادية، غير أنه لم يتم تحديد مكان إنجازهما، وقد تم التصويت عليها بالأغلبية، ومنح إنجازهما لشركة الرباط تنقل “رابا إيموبيلتي””، مبرزا في تصريح لـ”الأخبار”، أن الحديث عن إنجاز المشروعين قد توقف خلال فترة كورونا، قبل أن تعود الشركة من جديد لتتحدث، قبل شهر، عن قرب بدء إنجاز المرأبين إلى جانب ثالث بحي أكدال، وشدد على أن “وسط المدينة يتوفر إلى حد الآن على 6 مرائب تحت أرضية (المامونية، ساحة مولاي الحسن، مسرح محمد الخامس، محطة الرباط المدينة، باب الحد وباب شالة)، التي نعتبرها جد كافية لحاجيات الزوار وسكان وسط المدينة”.
واعتبر الحياني أن “الزيادة من عدد المرائب تتسبب أوتوماتكيا في الزيادة في عدد السيارات المتوجهة إلى وسط المدينة، لأن السائقين واثقون من وجود مكان لركن سياراتهم. وهو ما يتسبب في زيادة الازدحام المروري في الشوارع المؤدية إلى وسط المدينة (التي لا يمكن توسعتها بالمرة)، مع ما تتسبب فيه من تلوث للهواء والضجيج وحوادث السير”.