تواصل الاحتجاجات ضد قيادة «بوليساريو» بعد قتل شاب داخل السجن
طانطان: محمد سليماني
أفادت مصادر مطلعة بأن احتجاجات عارمة نظمتها مكونات قبائل تكنة أمام مقر قيادة «بوليساريو» بتندوف، وذلك احتجاجا على مقتل الشاب المسمى قيد حياته «إبراهيم ولد السالك ولد ابريكة»، في ظروف غامضة داخل سجن الذهيبية الرهيب. وطالب المحتجون المنتمون إلى مكون قبلي يعاني من عنصرية قيادات «بوليساريو» التي تعتبر بعض القبائل ثانوية، وغير معنية بقضية الصحراء، (طالبوا) بالكشف عن حقيقة مقتل الشاب، والكشف عن الجناة الحقيقيين.
وبحسب بعض المعطيات، فقد وقفت قيادة «بوليساريو» عاجزة عن وقف الاحتجاجات المتواصلة أمام مقرها العام، بعد تعالي الشعارات التي تتهمها بالتستر على مقتل الشاب الناشط في حركتي «5 مارس» و«شباب التغيير» المعارضتين، وادعاء أن الأمر مجرد انتحار، في حين تطالب عائلته بفتح تحقيق في ملابسات اغتياله، معتبرة أن الأمر يتعلق بعملية تصفية جسدية، حيث تعرض الضحية لضرب مبرح من طرف أشخاص تابعين للقيادة، ثم تركوه بعد ذلك مضرجا في دمائه قبل أن تنقله سيارة عسكرية إلى السجن وهو في حالة غيبوبة، قبل أن تعلن «بوليساريو» عن انتحاره داخل السجن للتستر على فضيحة اغتياله، خاصة أنه ينتمي إلى أقلية قبلية بالمخيمات، مما شجع جبهة البوليساريو على حبك سيناريو الانتحار ظنا منها أن الأمور لن تخرج عن السيطرة.
إلى ذلك فقد ثارت ثائرة المكون القبلي داخل المخيمات، حيث تجمهر العشرات من أقارب وأبناء عمومة الضحية أمام مقر قيادة «بوليساريو»، في مظاهرات تطالب بكشف الحقيقة ومحاسبة المسؤولين عن تصفية الضحية ومعاقبة المتورطين في التستر على الجريمة، فيما ردت قيادة «بوليساريو» بعنف على المحتجين، حيث استخدمت ميليشياتها الرصاص الحي لمنع وصول المتظاهرين إلى مقر «القيادة» من جهة، ومن جهة أخرى من أجل طي هذا الملف وطمس معالمه.
ورغم أن الوقفة الاحتجاجية لم تدم طويلا، إلا أن أعيان المكون القبلي المعني عقدوا اجتماعا طارئا بمنزل أحد الأعيان للاتفاق على أشكال احتجاجية أكثر تصعيدا، خصوصا في ظل إغلاق الجبهة لقنوات الحوار.