محمد وائل حربول
كشفت مصادر متطابقة لـ «الأخبار» أن ساكنة مجموعة من المناطق بمراكش عبرت عن تذمرها واستيائها من استمرار تغير لون ومذاق الماء الصالح للشرب، حيث خرجت مجموعة من الجمعيات المدنية والوداديات السكنية لتعاتب المسؤولين حول هذا الموضوع، إذ أوضحت مراسلة في هذا الصدد أن «مياه الشرب بكل من «حي ازيكي الجديد، عرصة صلحان، عرصة بلال، صوكوما 1، صوكوما سودري، التديلي رحال، وأبواب مراكش، والعزوزية» عرفت أخيرا تلوثا غير مسبوق، حيث تغير طعم ولون مياه الصنابير ورائحتها في خرق سافر لحقوق المواطن والمستهلك.
وفي هذا الصدد، رفعت حوالي 17 جمعية بمراكش شكاية إلى المدير العام للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، حيث أكدت من خلالها أن تغير لون ومذاق ورائحة الماء الصالح للشرب لم يدفع «الجهات المعنية للتدخل لحل المشكل، ما دفع بالكثير بالتحفظ عن استهلاكه واقتناء القادرين ماديا على شراء المياه المعدنية المعبأة لأجل توفير حاجياتهم من الماء الصالح للشرب»، ليشيروا في شكايتهم إلى أنه «في المقابل سيكون فرض الوكالة على المواطنين فاتورات استهلاك الماء الشروب غير مستحقة، إذ تشكل عملية التلوث تهديدا لصحة المواطنين حيث أصيب البعض بمختلف الأعمار بالمغص قبل أن يعبروا عن استنكارهم بشدة لهذا «الاستهزاء بصحة المواطن من قبل الشركة المعنية».
وطلبت الجمعيات ذاتها من المدير العام للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء التدخل العاجل لحل هذه المشكلة التي أصبحت تهدد صحة المواطنين، وهو المطلب ذاته الذي رفعه عدد من المواطنين عبر شكايات فردية، فيما وجهت النائبة البرلمانية مليكة أخشخوش، عن حزب التقدم والاشتراكية، سؤالا كتابيا إلى وزير التجهيز والماء، نزار بركة، حول موضوع ضعف جودة المياه الموجهة للاستهلاك البشري ببعض أحياء مدينة مراكش، حيث أوضحت «معاناة سكان مناطق متفرقة بمدينة مراكش جراء تغير في طعم ولون ورائحة المياه المخصصة للشرب، الشيء الذي جعلهم يعيشون حالة من القلق على صحتهم، دفعت ببعضهم إلى اقتناء قنينات المياه رغم تكاليفها الباهظة، في حين لجأ آخرون إلى البحث عن عيون وآبار قد تكون مياهها صالحة للشرب».
وفي السياق ذاته، قام المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بتشغيل مشروع هام يتعلق بإيصال الماء الصالح للشرب إلى مراكش وإلى المدن والجماعات المجاورة للمدينة، انطلاقا من سد المسيرة، بغلاف مالي إجمالي قدره 2,50 مليار درهم، إذ ذكر المكتب، في بلاغ له، «أن هذا المشروع الكبير يندرج في إطار البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027، الموقع بين يدي صاحب الجلالة الملك محمد السادس».