تهريب 4635 هاتفا ذكيا من دبي يطيح بمسؤولين جمركيين ووكيل الملك يودع مسؤولا بشركة للتعشير سجن عكاشة
الأخبار
في تطورات مثيرة مرتبطة بالتحقيق في شحنة الهواتف الضخمة التي بلغت قيمتها المالية حوالي 4 مليارات سنتيم تم حجزها مطلع الشهر الجاري من طرف عناصر الدرك الملكي بالسرية الجوية النواصر التابعة لجهوية الدرك بالدار البيضاء، أكدت مصادر خاصة لـ«الأخبار» أنه تم الاستماع، الأسبوع الماضي، لمفتشين يشتغلان بجهاز الجمارك بمطار محمد الخامس الدولي، على خلفية نتائج الخبرة التقنية التي خضعت لها بعض الوثائق وخاصة المتعلقة بوصولات تسلم وشحن السلع المهربة، حيث كشفت أن التوقيعات والأختام المدونة بالوثائق صحيحة ومنسوبة إليهما.
وحسب المصادر ذاتها، فقد أكد المعنيان أنهما وقعا ضحية عملية تدليس بعد إرفاق ممثل إحدى شركات التعشير بالمطار الوصل الخاص بإخراج السلع والهواتف القادمة من دولة الإمارات خلسة بوثائق أخرى يتم التوقيع عليها بشكل قانوني.
وأوضحت مصادر أنه من المنتظر أن تتم متابعة مفتشي الجمارك بتهمة التقصير في أداء المهام المنوطة بهما، خاصة بعد توالى الاعترافات الخطيرة التي أدلى بها مستخدم شركة التعشير بعد أن صرح، الخميس الماضي، مباشرة عبد اعتقاله من طرف عناصر المركز القضائي بالسرية الجوية للنواصر، أنه كان يتعمد ويخطط سلفا لعمليات تزوير الوصولات الخاصة بالشحن والتسلم عبر تمريرها ضمن وثائق أخرى يجري التوقيع عليها بسهولة من طرف مفتشي الجمارك المكلفين بالتأشير النهائي على الكميات الضخمة من الهواتف النقالة قبل إخراجها من المطار.
وأكد المتهم، وهو في الثلاثينات من عمره ومتزوج وعديم السوابق، أنه كان يتسلم عن كل عملية تزوير ما يناهز 30 ألف درهم يدفعها له زعيم الشبكة الذي لازال في حالة فرار، ومن المنتظر أن يفجر هو الآخر عند اعتقاله فضائح من العيار الثقيل قد تعصف بمسؤولين آخرين ضمن أجهزة المراقبة بمطار محمد الخامس الدولي.
واعترف ممثل شركة التعشير بأنه نفذ سبع عمليات تزوير لصالح شبكة البورطابلات المهربة حصل من خلالها على ما يناهز 21 مليون سنتيم، في الوقت الذي لازالت الأبحاث القضائية جارية معه للتأكد من إمكانية ضلوعه في عمليات تزوير مماثلة تهم موادا أخرى يتم تهريبها بالطريقة نفسها، خاصة بعد أن كشفت التحريات أنه يعيش مظاهر ثراء مشبوهة لا تتناسب مع إمكانياته وأجرته كمستخدم في شركة، كما شك المحققون في اعترافاته الخاصة بالمقابل الذي يحصل عليه من زعيم الشبكة، والذي حصره في 30 ألف درهم، في الوقت الذي تهم العملية مليارات السنتيمات فيما يعتبر تدخله حاسما في إخراجها من المطار.