تنقيل مفاجئ للمدير الجهوي للثقافة بمراكش

بعد أسبوع على حلول قضاة المجلس الأعلى للحسابات

محمد وائل حربول

أعلنت وزارة الشباب والثقافة والتواصل، أول أمس، عن تنقيل المدير الجهوي لمديرية الثقافة بمراكش، عزوز بوجميد، وتعيينه مديرا جهويا جديدا للثقافة بمدينة بني ملال، حيث تم التأكيد على أن هذا القرار جاء بناء على ضرورة المصلحة، حيث يرتقب أن يباشر الأخير مهامه الجديدة ابتداء من الثالث من شهر يناير المقبل.

وجاء قرار وزارة الثقافة متزامنا مع حلول قضاة المجلس الأعلى للحسابات بالمديرية الجهوية للثقافة بمراكش، حيث حطوا الرحال بالمديرية من أجل التحقيق، للمرة الثانية على التوالي، في الاختلالات المالية والإدارية التي وقعت فيها، خاصة في ما تم رصده في عدد من الصفقات العمومية التي جرى إبرامها في وقت سابق، والمرتبطة بالمقام الأول بالمشروع الملكي «مراكش الحاضرة المتجددة،» والتي يوجد من ضمنها أيضا ترميم وإعادة بناء عدد من أحياء المدينة القديمة لمراكش.

وحسب ما تم تداوله في الموضوع عبر منصات التواصل الاجتماعي، والمعطيات التي توصلت بها «الأخبار»، فلم يكن تزامن التنقيل مع حلول قضاة المجلس الأعلى للحسابات الشيء الوحيد المثير للجدل فقط، حيث إن المدير الجهوي للثقافة كانت قد ارتبط اسمه بمجموعة من الصفقات التي تم إبرامها منذ تعيينه بمراكش شهر يونيو 2019، خاصة بعد استفادة مقاول معروف كان قد غاب عن الفوز بالصفقات العمومية لسنوات، وبالضبط منذ إقالة عزوز بوجميد على رأس المفتشية الجهوية للآثار والمباني التاريخية.

واستنادا إلى المعلومات التي كانت قد توصلت بها «الأخبار» من مصادرها بشكل حصري، فقد كان من المنتظر أن يتم الاستماع إلى المدير الجهوي للثقافة الذي تم تنقيله لمدينة بني ملال، خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك بخصوص جميع التعثرات التي شهدها المشروع الملكي الذي تعول عليه المدينة كثيرا في تنميتها وتقدمها على كافة المستويات، بما فيها المستوى الثقافي، حيث تزامنت زيارة قضاة المجلس الأعلى للحسابات مع التحقيقات المتواصلة من قبل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بشأن عدد كبير من الصفقات العمومية التي تم منحها لعدد من المقاولين والشركات وضمنها الصفقات التي منحت لإحدى الشركات التي كانت قد غابت عن الساحة لسنوات.

وحسب المصادر ذاتها، فلم تكن هذه هي المرة الوحيدة التي يتغيب فيها المديرون الجهويون، بمجرد وصول قضاة المجلس الأعلى للحسابات لمديرية الثقافة بمراكش، فقبل هذا التنقيل، قام المدير السابق لمديرية الثقافة بالجهة بتقديم شهادة طبية، قبل أن يحط قضاة مجلس الحسابات رحالهم بمدينة مراكش، وهو ما نشرته «الأخبار» بالضبط خلال الأسبوع الماضي.