طانطان: محمد سليماني
سقط، أول أمس الأحد، عاملا صباغة كانا بصدد طلاء واجهة أحد المباني بشارع النصر المعروف بـ(شارع 30) بمدينة طانطان، حيث تعرض أحدهما لإصابات خطيرة، فيما الثاني أصيب بكسور متفرقة في أنحاء من جسده.
ومباشرة بعدما سقط العاملان اللذان كانا يشتغلان في صباغة واجهة مبنى بالشارع، تدخل عدد من المارة والعابرين لمحاولة إنقاذهما، حيث اكتشفوا خطورة الإصابات، ليتم إخطار السلطات المحلية، كما هرعت إلى عين المكان سيارة إسعاف تابعة للوقاية المدنية، والتي نقلتهما على وجه السرعة إلى المركز الاستشفائي الإقليمي بالمدينة، قبل أن يتم تحويلهما بعد لحظات إلى المركز الاستشفائي الجهوي بمدينة كلميم (120 كيلومترا شمال طانطان). وحسب المعطيات، فإن إصابة أحد العاملين خطيرة جدا، حيث تم إدخاله إلى العناية المركزة بعد وصوله إلى مستشفى كلميم، فيما الثاني خضع لعملية جراحية، أمس الاثنين، لجبر الكسور.
واستنادا إلى المعلومات، فليست هذه هي المرة الأولى التي يسقط فيها عامل صباغة، كان بصدد العمل في إطار صفقة لمجلس جهة كلميم واد نون، تتعلق بصباغة واجهات الشوارع الكبرى بمدن الجهة الأربع. فقبل أيام قليلة فقط، سقط عامل صباغة أثناء صباغة واجهة أحد المنازل بشارع الحسن الثاني وسط طانطان، حيث تم نقله في حالة حرجة إلى المركز الاستشفائي الحسن الثاني بالمدينة. وكان العامل قد سقط من علو متوسط، بعدما زلت قدمه من فوق ما يسمى لدى عمال البناء «سكليرا»، والتي هي عبارة عن أخشاب مربوطة بأحبال طويلة من أجل توقيفها في العلو المناسب، غير أنه في لحظة العمل تفكك أحد الحبال من إحدى الجهتين، فزلت قدم العامل، ليسقط أرضا على رأسه. وعلى إثر هذا الحادث، قررت السلطات توقيف جميع أشغال الصباغة بشوارع المدينة، قبل أن يتم استئنافها بعد وقت وجيز.
وقبل ذلك بأيام قليلة كذلك، سقط عامل صباغة في إطار المشروع نفسه، عندما كان بصدد صباغة الطابق العلوي لواجهة أحد المنازل بشارع مولاي هشام المعروف محليا بشارع «الواد» وسط مدينة كلميم، حيث أصيب هذا العامل البالغ من العمر 28 سنة بإصابات متفاوتة الخطورة في أنحاء متفرقة من جسده، إضافة إلى رأسه، بعدما كان يستعمل وسائل بدائية أثناء اشتغاله، حيث كان معلقا فوق قطعتي خشب مشدودتين بحبال تم إحكامهما بأعلى البناية، غير أنه أثناء العمل تفكك أحد الحبال، ما جعل العامل يفقد توازنه ليسقط أرضا، ويصاب إصابات متفاوتة الخطورة.
وكشفت مصادر مطلعة أن عمال الصباغة العاملين في هذا المشروع يشتغلون في ظروف تفتقر إلى شروط السلامة الضرورية، ذلك أنه سبق أن نبه عدد من المتتبعين منذ بداية أشغال صباغة واجهات عدد من شوارع طانطان، قبل أيام، إلى انعدام شروط السلامة في هذا الورش، وهو الأمر الذي تأكد بعد السقوط المتواصل للعمال، رغم أن صفقة صباغة وطلاء واجهة المنازل بالشوارع الكبرى للمدينة أنجزها مجلس جهة كلميم واد نون، وخصص لها مبلغا ضخما، كان من المفروض أن يتم إلزام المقاولة الحائزة على الصفقة بضرورة اعتماد شروط السلامة والجودة، لضمان عمل جيد.
مشروع تحسين واجهات أهم الشوارع الرئيسية بمدينة طانطان ممول من قبل مجلس جهة كلميم واد نون، ووزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، كما أن هناك عدة متدخلين آخرين في المشروع، من بينهم عمالة طانطان، وجماعة طانطان، فيما تولت شركة العمران مهمة صاحب المشروع المنتدب بمبلغ مالي إجمالي يصل إلى 29,85 مليون درهم، والتي تم تفويتها إلى شركة خاصة للقيام بالأشغال المحددة، وذلك خلال مدة ثمانية أشهر. وكشفت المعطيات أن المقاولة الحائزة على الصفقة لجأت إلى تفويت العمل إلى عدد من الحرفيين، والصباغين للقيام بالأعمال اللازمة، وذلك بمبلغ 10 دراهم للمتر المربع، الأمر الذي جعل عددا من العمال، ممن لا يتوفرون على التجربة اللازمة، يقبلون على هذا العمل.