شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةتقارير

تناقض بالصوت والصورة

بلا شك هناك من المعارضين من يتصيّد لحكومة عزيز أخنوش الهفوات لإحراجها أمام الرأي العام ويرصد أي موقف أو تصريح لإثبات تهافته أو وتناقضه، ولكن المؤكد أن العديد من أعضاء هذه الحكومة يتطوعون دون حاجة أحيانا لتقديم السلاح الفتاك الذي يستخدم ويوظف في نقد الأداء وإظهار التناقض الواضح لتصريحات الوزراء في ملفات مهمة وتحظى بمتابعة كبيرة من لدن المغاربة.

والمثال البارز في هذا المجال هو التناقض الصارخ الذي وقعت فيه وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ليلى بنعلي، بعدما نفت أنها قالت في وقت سابق إن المغرب ليس بحاجة لإعادة تشغيل مصفاة تكرير البترول «لاسامير»، بينما يظهر مقطع فيديو تناقض تصريحات الوزيرة بين ما عبرت عنه خلال مرورها ببرنامج حواري على القناة الثانية «2M» بتاريخ 29 يونيو الماضي، والتي صرحت خلاله وبكل جرأة وثقة بأن المغرب لا يحتاج إلى مصفاة النفط «لاسامير»، قبل أن تعود وتنفي إدلاءها بهذه التصريحات خلال جلسة الأسئلة الشفوية المنعقدة بتاريخ 18 يوليوز الجاري بمجلس النواب.

ويبدو أن بعض الوزراء لا يقدرون مسؤولية ما يقولونه أمام الصحافة، وينسون أن الرأي العام عليهم رقيب حسيب لكل ما يتفوهون به، إذا كانت الحكومة تعاني من الأحكام المسبقة ضدها وتطالب المواطنين بالتريث قبل رميها بمواقف شعبوية لا تعكس حقيقة الواقع، فمن باب الأولى والمسؤولية أيضا أن يتريث بعض الوزراء قبل الإدلاء بمواقف متناقضة تسيء لصورة الحكومة، لأنه حينما يقول الوزير الشيء ونقيضه ويضيف على ذلك لمسة من «تخراج العينين» فإنه يقوم فقط بإقناع المغاربة بأنه لا يتوفر على أي تصور واضح ومحدد لتدبير قطاعه. فلسنا في وضع يسمح لنا بقبول طينة من الوزراء يدلون بتصريحات ثم يعودون لنفيها رغم أنها موثقة بالصوت والصورة.

إن واقعة الوزيرة بنعلي تصلح لأن تكون درسا مفيدا للوزراء بأن لا يدلوا بتصريحات، خصوصا في قضايا ذات طابع استراتيجي، إلا بعد الرجوع لمواقفهم السابقة وتمحيصها، وهذا دور مستشاري الوزراء في التواصل ومسؤولية مديريات الإعلام بالقطاعات الحكومية، ومهام شركات التواصل التي تحصل على صفقات سخية من الوزراء لتحسين صورتهم في الإعلام وتنظيم نشاطاتهم وإعداد عناصر الخطاب السياسي، بينما هم في الحقيقة لا يقومون سوى بأدوار بروتوكولية واحتفالية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى