شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةتقارير

تميز أمني آخر

مرة أخرى، تحوز المديرية العامة للأمن الوطني اعترافا دوليا آخر، ينضاف إلى قائمة طويلة من شهادات التميز العالمي التي تراكمها منذ تعيين مديرها العام عبد اللطيف الحموشي في شهر ماي 2015. ويتعلق الأمر هذه المرة بجائزة التميز الإفريقي في مجال الإدارة الإلكترونية African Excellence Award: E-gov“.

هذا الاعتراف الإفريقي الوازن يستبطن واجهة أخرى من واجهات قوة الأداء الأمني في مجال الإدارة الإلكترونية. ففي اللحظة التي تعاني فيها قطاعات وزارية مهمة وإدارات عمومية استراتيجية ومجالس ترابية من فشل ذريع في التعايش مع الإدارة الإلكترونية، نجحت المديرية العامة في قطع أشواط كبيرة في مجال رقمنة الخدمات حيث أتاحت استخراج العديد من الوثائق الإدارية إلكترونيًا، بالإضافة إلى التبسيط الإلكتروني للعديد من المساطر التي أصبح بإمكان المواطنين الاستفادة منها بكل يسر ودقة واحترافية عبر شبكة الإنترنت، خصوصا في ما يتعلق بالبطاقة البيوميترية ووثائق إدارية أمنية دون اللجوء إلى الطرق التقليدية والتنقّل إلى مقرات الأمن دون سابق موعد.

ومن نقاط قوة الإدارة الإلكترونية للمديرية العامة للأمن الملف الإلكتروني أنها لا تقف عند الجانب الكلاسيكي المتعلق برقمنة مسار الموظف وبياناته الشخصية وسجله الوظيفي منذ التحاقه بالجهاز الأمني وجميع الأوراق والمستندات والوثائق التي تشمل وثائق التعيين والترقيات والحوافز والإجراءات النظامية واستمارة تقييم الأداء والإجازات والمهمات وأية وثائق أخرى، بل تكمن قوة تلك الإدارة الإلكترونية في جعل الأمن بالقرب من المواطنين وفي تفاعل تام مع الأحداث التي تنتشر بالعالم الافتراضي. ويكفي الرجوع إلى الحجم الهائل من بلاغات التفاعل الإلكتروني لمديرية الأمن مع مختلف الوقائع والادعاءات والفيديوهات والشكايات والجرائم الإلكترونية، لنقف عند قيمة الإدارة الإلكترونية في ضمان الأمن القومي وحمايته من العبث، دون أن ننسى إصرار الحموشي على انخراط مديرية الأمن في بوابة الشكايات التي لازال يتحفظ عليها عدد من القطاعات.

وحينما نتحدث عن الإدارة الإلكترونية الأمنية فهي لا تعني الأمن بمفهومه الكلاسيكي، بل أن تلك الإدارة بما تحوزه من معطيات ومعلومات وسلطة أيضا، تلعب دورا مفصليا في تحقيق الأمن الاقتصادي وتشجيع الاستثمار وحماية المعاملات الإلكترونية من التلاعب والاختراق. فلا مجال للحديث عن مناخ استثماري آمن ومستقر دون إدارة إلكترونية أمنية.

بطبيعة الحال لا يمكن أن ينال جهاز الأمن تلك الشهادة من فراغ، لولا القناعة المترسخة لدى المدير العام عبد اللطيف الحموشي ودائرة المسؤولين الذين يحيطون به بالأهمية البالغة للاستثمار في الموارد البشرية والتكنولوجيا الحديثة في إطار سعيه الدؤوب لتنمية وتطوير منظومة التكوين والخبرة، لما لها من فعالية في مواجهة مختلف التحديات الأمنية الراهنة والمستقبلية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى