تمويل سفريات وزراء «البيجيدي» إلى الخارج يثير أزمة داخل الحزب
محمد اليوبي
مباشرة بعدما كشفت «الأخبار» انتقال الصراعات التي يعرفها حزب العدالة والتنمية بين تيار الأمين العام السابق للحزب، عبد الإله بنكيران، وتيار الأمين العام الحالي، سعد الدين العثماني، إلى خارج المغرب، وذلك بعد توجيه عمر المرابط، رئيس «لجنة المغاربة المقيمين بالخارج»، التابعة للحزب، يوجد مقرها بفرنسا، شكاية إلى قيادة الحزب، يطالب من خلالها بتطبيق المسطرة التأديبية في حق نشطاء محسوبين على بنكيران، سارع أعضاء بمختلف فروع الحزب بدول أوربية إلى توجيه رسالة مضادة تطالب بإجراء افتحاص لميزانية اللجنة المكلفة بتمويل سفريات وزراء وقياديين بالحزب لتأطير أنشطة بالخارج.
ولم تستبعد مصادر قيادية بالحزب أن تكون استقالة المدير العام للحزب، الذي يشرف على لجنة مغاربة العالم، لها علاقة بالفضائح التي تفجرت أخيرا داخل فروع الحزب بأوروبا حول تمويل سفريات بعض الوزراء لتأطير أنشطة حزبية بالخارج، وعندما طالب بعض الأعضاء بتدقيق حسابات اللجنة وكذلك فتح تحقيق حول مصادر تمويل جمعية مقربة من الحزب تنشط داخل البلدان الأوروبية.
كما وجه أعضاء الحزب بدول أوروبية رسالة مستعجلة إلى عبد الحق العربي، المدير العام الذي قدم استقالته، وعبد الصمد السكال، رئيس لجنة العلاقات الخارجية، ضد عمر المرابط، كاتب فرع فرنسا وعضو لجنة الإشراف.
وجاء في الرسالة التي (حصلت «الأخبار» على نسخة منها)، أنه «بعد مراجعة متكررة لما ينشره بين الفينة والأخرى بفضاء الفايسبوك ووسائل التواصل الاجتماعية الأخرى في حق السيدة كاتبة الدولة نزهة الوافي، وفي حق قياديين وقياديات حزبنا، من سخرية، تهكم واتهام وتهجم بعدما كان قد أساء إلى كل من الوزراء عزيز رباح، ومصطفى الرميد، ومحمد يتيم في تدوينات سابقة له عندما اعتبرهم يمارسون الابتزاز في حق الأمين العام السابق وبعض القيادات، رغم أنه قد قام بالاعتذار الخفي عن هذه التدوينات مدعيا أن حسابه كان قد اخترق، إلا أن الحقيقة عكس ذلك إذ إنه يملك حسابين أو أكثر».
وأشارت الرسالة إلى نشر المرابط على صفحته بالفايسبوك ثم على تطبيق «الواتساب»، تدوينة يسخر ويتهكم من خلالها على كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، نزهة الوافي، أثناء استقبالها من طرف رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، قال فيها «كاين شي أخت لي ممكن تعلم هاد الوزيرة تناسق الألوان، يتقزز الواحد من رؤيتها».
وتضمنت الرسالة اتهامات للمرابط بمحاولة إغراق الحزب بالخارج وفروعه في دوامة من الصراعات، بهدف الاستمرار في تحمل مسؤوليات قد استنفدت مدتها القانونية، وإشعال فتيل الأزمات بتوريط الحزب في حرب على مجلس الجالية المقيمة بالخارج، بعد مرور 10 سنوات من عضويته بهذا المجلس. وطالب الموقعون على رسالة بينهم برلماني يحمل الجنسية الفرنسية، على تطبيق مقتضيات المادة 91 من النظام الأساسي في حق هذا العضو، بتهمة الإساءة إلى هيئات الحزب أو