تلقيت خبر اندماج الأولمبيك مع الرجاء وأنا في عطلة صيفية وكنت بين خيار الكوكب المراكشي والرجاء الرياضي
مانسيناكش مصطفى الشادلي (حارس الرجاء الرياضي سابقا):
11 يناير، 2024
حسن البصري
كيف كنت توفق بين الدراسة والكرة؟
كان والدي صارما في الدراسة. لم يكن يسمح بأي تهاون من جانبي في واجباتي الدراسية، في بعض المواقف تعرضت للضرب من طرفه، لأني كنت أقبل على كرة القدم في «تيسيما» وفي الحي وكنت أقبل على «صيد لفراخ»، وأترك الواجبات الدراسية إلى آخر لحظة. كان يصر على مراقبة دفاتري عند عودته ليلا من العمل. لكن مباشرة بعد الالتحاق بفريق جمعية الحليب تغير الوضع، وأصبحت من الأوائل في الفصل، وخاصة في المواد العلمية، لأنه أصبح لدي توازن بين الممارسة والدراسة. وما أن وقعت عقدا رسميا مع جمعية الحليب وبدأت أتمرن يوميا وأسافر مع الفريق عبر ربوع الوطن من مدينة لأخرى إضافة إلى رحلات طويلة خارج المغرب، حتى قررت، باستشارة مع والدي، التفرغ لكرة القدم واحتراف اللعبة.
متى اكتسبت الرسمية؟
أصبحت حارسا رسميا لفريق شبان جمعية الحليب، وبين الفينة والأخرى كنت أتدرب مع الفريق الأول، وفي بعض الفترات كنت أعوض الحارس الدغاي عندما تتم المناداة على الأخير لصفوف المنتخب المغربي أو بطولة العالم العسكرية. المهم بدأت أقترب تدريجيا من قسم الأضواء، خاصة وأن المدربين والمسؤولين أصبحوا يدركون أن هذا الحارس الواعد يتوفر على كل المؤهلات التقنية ليكون حارسا كبيرا، بالنظر إلى رغبتي الكبيرة في التعلم وتحسين مستواي، حيث كنت أقضي وقتا طويلا في التداريب لوحدي من أجل صقل موهبتي.
طبعا كان والدك هو قنديل مشوارك..
لقد تعب والدي من تنقلاتي اليومية، أو باللهجة العامية «تقهر»، فاشترى لي دراجة نارية تعينني على التنقل بشكل فردي دون مساعدته، لكن، بعدها بيومين، ستتعرض الدراجة للسرقة من ملعب «تيسيما». سألت حارس الدراجات وحراس الملعب عن سر اختفاء الدراجة، لكن لا أحد كان يعرف السبب. حين عدت إلى المنزل أخبرت عائلتي بالسرقة، انتظرت لوما وعتابا من والدي غير أنه لم يفعل، بل سيواصل نضاله معي وسيأخذني مرة أخرى على متن دراجته النارية إلى حصصي التدريبية.
هل تتذكر من زف لك خبر اندماج الأولمبيك البيضاوي والرجاء الرياضي؟
كنت في مدينة القنيطرة رفقة فريقي الأولمبيك بصدد إجراء مباراة هامة ضد النادي القنيطري الذي كان يصول ويجول في البطولة. قبل تلك المباراة دار جدل بين المدرب عبد الخالق اللوزاني والمسير عبد اللطيف العسكي حول وضعيتي. فقد تم الاتفاق على أن ألعب مع فريق الأمل في رفع الستار، بينما كنت جاهزا للعب مع الفريق الأول، انزعج والدي لهذا القرار، لكن سرعان ما تحول إلى معد ذهني حيث أكد لي أن الفرصة قادمة وأنني سأصبح الحارس الأول للأولمبيك البيضاوي، وطلب مني عدم حرق المراحل، وأكد على ألا أتسرع في طريقي نحو النجومية. بالمقابل كان مسؤولو جمعية الحليب يدركون أنني أتوفر على كل المؤهلات التقنية لأكون حارسا رسميا، بالنظر إلى رغبتي الكبيرة في التعلم وتحسين مستواي.
لكن الأولمبيك سيدمج مع الرجاء..
دعني أكمل لك حكاية الاندماج أولا، فقد كانت مباراة «الكاك» في آخر دورات البطولة، وتم تسريحنا لننعم بعطلة صيفية، وخلالها تلقينا خبر الاندماج وتبادلنا الاتصالات بيننا لمعرفة سر حل الفريق ودمجه مع الرجاء الرياضي، أي أننا أصبحنا تابعين للفريق الأخضر. في تلك الفترة، وبالضبط سنة 1995، جرى توقيع الاندماج بين الأولمبيك البيضاوي والرجاء وكان لزاما علي أن أقرر في مستقبلي. في تلك الفترة سيتصل بي المدرب محمد العماري ويعرض علي الانضمام للكوكب المراكشي، كان يعرفني جيدا حين كان مدربا للأولمبيك، أظن أن جل اللاعبين التحقوا بتداريب الرجاء باستثناء الكوطي والرياحي. حينها قررت أن أخضع للضوابط القانونية لأني أصبحت لاعبا للرجاء، وخضت معه معسكرا تدريبيا بمدينة إفران، بحضور العديد من النجوم، من أبرزهم مصطفى مستودع وصلاح الدين بصير، وعمر النجاري ومصطفى خاليف، والحراس الدغاي والتاجر ثم الرامي والدعقالي.
هل كان الاندماج حجرة عثرة في طريقك؟
في البداية تصورت أن الاندماج عثرة لأن توقيته جاء في فترة كنت أبحث عن رسميتي، وجدت نفسي أمام حراس كبار، وفي الوقت الذي طالبت بفرصتي للعب رسميا، تم تجاهلني في معسكر بفرنسا، غير أني امتلكت جرأة المطالبة بحقي في الرسمية وكان صديقي فتحي جمال يعتقد أنني أريد حرق المراحل، وتلك حكاية أخرى.