المهدي الكرَّاوي
عرت أشغال تهيئة في مشروعين اثنين أطلقهما المجلس الإقليمي ومجلس مدينة آسفي، فضائح غش وعدم التقيد بدفاتر التحملات ومعايير الجودة في ما يخص تهيئة أرصفة وممرات الراجلين بكل من وسط مدينة آسفي والكورنيش، وهما المشروعان اللذان كلفا غلافا ماليا وصل إلى 25 مليون درهم.
وكشفت أشغال تهيئة طرقات وأرصفة مدينة آسفي غشا فاضحا في عدم احترام معايير الجودة كما هي منصوص عليها في دفتر تحملات هذه الصفقة التي مررها مجلس العمدة عبد الجليل إلى مقاولة أشغال بغلاف مالي فاق 340 مليون سنتيم.
وأوردت مصادر رسمية من مجلس مدينة آسفي، أن مربعات الزليج التي تم تثبيتها بكل عشوائية وبدون تصاميم هندسية، توافق المعايير التقنية من حيث الحجم مع دفتر التحملات، لكنها تخالف بشكل مطلق معايير الجودة من حيث مكونات الزليج الذي تم استعماله، والذي يباع في السوق بأدنى الأسعار، ولا يصلح مطلقا ليكون مستعملا في الطرقات العمومية للراجلين، لعدم توفره على ضمانات الجودة لمدة صلاحية طويلة.
وعجز مجلس مدينة آسفي عن تطبيق القانون بوقف الأشغال ومراقبتها عبر القسم التقني، وإلزام المقاولة الفائزة بالصفقة باحترام دفتر التحملات واشتراط استعمالها لمربعات من الزليج الممتاز بحسب الثمن الذي قدم في طلبات عروض هذه الصفقة التي كلفت مجلس مدينة آسفي 340 مليون سنتيم.
وأظهرت عملية التهيئة في كل الأرصفة والمدارات الحضرية بآسفي، العشوائية الكبيرة التي أنجزت بها الأشغال، بدءا بعملية قلع الأرصفة الحجرية القديمة بواسطة جرافات وتعويضها بأرصفة إسمنتية بدون جودة، مما أضر وأتلف الشبكة الطرقية، بجانب استعمال كميات قليلة من الإسمنت لتثبيت الزليج، إضافة إلى استعمال يد عاملة غير مؤهلة، وتنفيذ جميع عمليات الأشغال في غياب تصاميم هندسية وخبرة تقنية.
وعلى مستوى مشروع كورنيش آسفي، تعرضت الأرصفة والزليج للتلف وللاقتلاع قبل إنهاء أشغال تهيئته التي يشرف عليها المجلس الإقليمي، وكلفت غلافا ماليا وصل إلى مليارين و160 مليون سنتيم ممولة بالكامل من المكتب الشريف للفوسفاط ووزارة الداخلية. وكان موعد تسليم المشروع مبرمجا خلال شهر يوليوز 2018، بعدما دشنه العامل الحسين شاينان بمناسبة عيد الشباب سنة 2017، وحددت مدة الأشغال في 12 شهرا.
وتعرضت تجهيزات كورنيش آسفي للتلف قبل حتى افتتاحه الرسمي عبر تسليم المشروع بشكل نهائي من قبل المقاولة التي عهد إليها بصفقة التهيئة، حيث أتلفت جميع المساحات الخضراء بما فيها الأشجار والأغراس بفعل الإهمال، واقتلعت الأرصفة الجديدة التي تم وضعها. وأظهرت جميع التجهيزات التقنية والفنية التي تعرضت للتلف عن وجود تسرع كبير في إنهاء الأشغال وعدم التقيد بمعايير الجودة المنصوص عليها في دفتر تحملات المشروع.
وكشفت الأشغال المنجزة بورش تهيئة كورنيش آسفي، عدم تطابق ما أنجز حتى الآن مع التصاميم الهندسية المصادق عليها، وكذلك عدم تطابق جودة التجهيزات المستعملة مع الغلاف المالي الكبير للمشروع، وأيضا عدم احترام الشروط المنصوص عليها في دفتر التحملات، خاصة في ما يتعلق بجودة الزليج وتصميم الحدائق والحزام الواقي، وحتى طبيعة التربة ونوعية الأغراس المستعملة، وهي كلها بجودة رديئة لا تتطابق مع ما هو منصوص عليه في دفتر التحملات، كما اختفت تجهيزات فنية عبارة عن كراس رخامية بمواصفات عالية منصوص عليها في دفتر تحملات المشروع.