شوف تشوف

الرئيسيةتقاريروطنية

تقييد مقبرة للكلاب بطنجة في سجل التراث الوطني

عمرها 80 سنة والقرار سيوقف إعدامها من طرف الخواص

طنجة: محمد أبطاش

مقالات ذات صلة

 

قررت وزارة الثقافة والشباب والتواصل تقييد مقبرة الحيوانات بمدينة طنجة، المعروفة بـ»مقبرة الكلاب»، ضمن قائمة التراث الوطني، وذلك بمقتضى قرار وزاري صدر بالجريدة الرسمية أخيرا، خاصة وأن هذه المقبرة عمرها 80 سنة، وتعتبر الأولى بإفريقيا، وبذلك جرى إنقاذ المقبرة من إعدامها من طرف الخواص، حيث تم، في هذا الإطار، تسجيلها في الملك العمومي لمدينة طنجة أولا، وبالتالي الحفاظ على هذا الموروث التاريخي الذي كان يعاني الإهمال وكاد أن يتحول إلى مشاريع عقارية للخواص.

وسبق أن تمت المصادقة، من طرف جماعة طنجة، على النقطة المتعلقة بقبول هبة القطعة الأرضية ذات المساحة 23 آرا و80 سنتيارا المستخرجة من الرسم العقاري عدد 58.786/06 المحتضنة لمقبرة الكلاب والواقعة بمنطقة بوبانة، وتم تسليم القطعة الأرضية المحتضنة لهذه المقبرة لفائدة الملك العمومي لمدينة طنجة، عبر عقد هبة تامة نهائية «لا اعتصار فيها». وتهدف هذه العملية إلى إدراج هذه المقبرة ضمن الأملاك العقارية التابعة للملك العام لطنجة، ما سيمكن من الحفاظ على هذه المعلمة التاريخية وهذا الموروث الإنساني من التلاشي والضياع، وتثمينه وصيانته، باعتباره إرثا تاريخيا وتراثا إنسانيا وحضاريا لمدينة طنجة، كونها المقبرة الوحيدة الموجودة بالقارة الإفريقية، والرابعة من نوعها في العالم.

وكان الجميع استحسن هذه الخطوة، خاصة وأن المقبرة توجد بموقع استراتيجي وحيوي وموقع عقاري مميز، ما جعلها دائما محط أطماع لوبي العقار، إذ إن مقبرة الكلاب تمثل فضاء تاريخيا وإنسانيا تتفرد به طنجة على المستوى الإفريقي، وأيضا على مستوى العالم إلى جانب ثلاث دول أخرى (فرنسا، أمريكا، التشيك)، ما يجعل المدينة حالة إنسانية بامتياز، ذلك أن طنجة تحتوي على مقبرة لا تتواجد حتى في الدول التي استعمرت المدينة نفسها.

وتشير بعض المعلومات التاريخية إلى أن سنة 1943 كانت سنة انطلاقة ممارسة ثقافة إنسانية نادرة، حيث إن أول كلب دُفن بهذه المقبرة كان في هذه السنة بالضبط، ما يكشف عن تاريخ من علاج الكلاب والحيوانات بشكل عام. وتضيف المعلومات نفسها أنه إذا كان دفن الحيوانات من العادات الثابتة أخلاقيا، فان تخصيص مكان لها بنصب تذكاري يعبر عن نبل وإنسانية أصحابها، بل وتنظيم مراسيم دفن وزيارات سنوية، وهو ما يعتبر من الندرة والاستثناء، وما يعزز ذلك هو الاستمرار في دفن الكلاب والقطط وبعض الأحصنة هناك، خاصة بعد الاستقلال، وانحصار الدفن لدى ساكنة المدينة مع بعض الأجانب القاطنين بها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى